10.12.08

تخاريف خروف


ماااء .. إحم، أعني .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. معذرة، لكنه حكم العادة ..
بداية أحب أن أقول كل عام و أنتم بخير، و لو أنه من الغريب أن يهنئكم خروف بهذا العيد تحديدًا، لكني خروف مؤمن، و ما دمت أذبح تقربًا لله فلا مانع عندي .. في النهاية يلعب كل منا دوره في هذه الحياة ..
لكنني أعتب عليكم أيها البشر في عدة أشياء أراها منكم كل عام، و تكاد تفقأ مرارتي، هذا إن لم تكن قد فعلت من قبل .. و لنبدأ بأولها ..
أنتم تغالون في سعر بني جنسي بصورة جعلت الكثيرين هذا العام يحجمون عن الأضحية .. منذ عام واحد كان الكيلوجرام مني حيًا بسبعة عشر جنيهًا، فكيف بالله عليكم يقفز إلي سبعة و عشرين في عام واحد ؟! .. و أنا علي استعداد أن "اخزق عين التخين" من التجار أو الجزارين الذي يقولون أن العليقة و العلف قد ارتفعت أسعارهما .. ليرني أولاً هذا العلف الذي يتحدث عنه ثم ليقل ما يشاء .. أغلبنا يتغذي علي البرسيم - في أحسن الأحوال - و الغالب هو أوراق الخس الذابلة و أوراق الجرجير و خلافه من الحشائش الخصراء ثم بعض من الفول المجروش ذرًا للرماد في العيون و إسكاتًا للمعارضين من بني جنسي .. لكنها مهزلة، فضيحة، و إنني لن أصمت .. إنني أطالب بـ .. إحم، نسيت أنني لست في المجلس ..
أنتم تغالون و تبالغون حتي في تكاليف الذبح .. 80 جنيهًا أجرة ذبح الخروف .. تحت أي مسمي، و بأي منطق ؟ .. لست أدري ..
ثانيًا، هؤلاء الجزارين لا يذبحون .. إنهم يصنعون مذبحة في أول أيام العيد .. أخبروني بالله عليكم أين إحسان الذبحة - كما قال الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم - في هذا المشهد الذي تري فيه كل الخراف إخوانها تذبح أمام أعينها .. هل يتصور أحدكم أن يكون في موقف كهذا .. أخبرني إذًا ماذا سيكون شعورك ؟ .. ثم تأتون و تغضبون من أستراليا لأنها تخاف علي إخواني من المارينو من هذه التصرفات الهمجية .. الحق أنهم لا يطبقون شريعة الذبح كما أمرنا الله، لكنهم علي الأقل يحترمون هذا الكائن الذي يعطيهم لحمه ..
و بعيدًا عن المجازر الجماعية التي ترتكبونها في حقنا بهذه الصورة، فإن مشهد الشارع بعد ذلك يندي له الجبين .. دماء في كل مكان، و روث و أحشاء علي قارعة الطريق .. أي - و اعذروني، و تقبلوها مني كخروف - قذارة هذه .. كفاكم تلويثًا لأبصاركم .. كفاكم تلويثًا لأنوفكم و أحشائكم التي ضجت بالشكوي ..
ثم النقطة الثالثة هي هذه الأزمة التي تصنعونها كل عام في اللحوم .. البرازيلي أم الإثيوبي أم السوداني .. هل سنوفره في المجمعات - و ليته يتوفر أصلاً - أم سنخص به الحبايب - و هذا غالبًا ما يحدث - ؟ .. هل العيد هو اللحم فقط ؟
نعم الأضحية سنة مؤكدة، لكن هل اللحم في العيد سنة مؤكدة أيضًا، أم هو من مظاهر الاحتفال بالطعام كأغلب احتفالاتكم ؟ .. في عيد الفطر هناك الكحك، و في عاشوراء هناك البليلة، و في رأس السنة الهجرية هناك الفطير المشلتت، و في المواسم المختلفة هناك حلوي الموسم، حتي صار الاحتفال عندكم احتفالاً مطبخيًا لا إحياء لأي شيء في أي شيء اللهم إلا العصير المعدي و هرمون الجاسترين بعد سبات طويل .. مالك مستغرب ليه ؟ .. ما أنا بنقرا برضك في الطب، و لا هو حٌرم يعني ؟
من لم يضح منكم فلا بد له من شراء اللحم، و يا ليته شراء .. إنه سعار شراء .. لحم يكفيه طوال العام، "حبك له يشتريه دلوقتي" .. فلم ؟ .. هذه شئونكم فناقشوها .. أردت فقط أن ألفت انتباهكم .. علي الله تتعظوا ..
في النهاية، أرجو أن تأخذوا كلامي علي محمل الجد، و لا تعتبروه مجرد تخاريف خروف علي وشك الذهاب للقرمة في رحلة بلا عودة، و لا تنسوا أن الحكمة يمكن أن تأخذ من أفواه المجانين، فلا مانع إذن من الخراف .. ماااء .. و كل عام و أنتم بخير ..

7.12.08

العيد يورزكم ... و يورزكم هابي

مش عايز أقلكم و احشيني قد ايه و واحشاني الكتابة ع الزراير ... ياه يا شباب ، ده انا النهارده رجعت عشرين سنة لورا ، معلش اتاخرت كتير .. كان عندي ألف موضوع في دماغي بس مش عارف أكتب ... حالة كده من توقف الابداع-سامع حد من حبايبي بيقول هو كان عنجه ابداع اصلا .. يا عم فوتها اي حاجة تفرح الغلابة و ده بكره عيد- ... صحيح هي لسه موجودة بس أنا حاحاول أكسرها ... قلت أعيد عليكم ... عايزكم تأكلوا و تتمتعوا مين عارف السنه الجاية حد حيلاقي الضاني ولا لأ ... أنا سمعت ان الجمعيه العامه لحياة أفضل من أجل الخرفان بتدرس قرار هجرات جماعيه لأستراليا .. بيقولوا الدخل هنك عالي .. علف مالوش حل ، و المشكلة ان البقر بيفكر يسيبنا و يروح السودان الشقيق بعد ما الاقتصاد عندهم زهزه و نور .. فنصيحة أخوية .. افتروا ، أيون ... عايز الناس تقول عليكم اتفجعتوا ، عمركم ما شفتوا لحمة ... وبعدين يا شباب .. ياريت كده اللي يطلع نصيبه في خروف بليتين يبعتلي واحدة ... و اهو تضامن بلوجري يا اخوانا .. و انا حابعتله بدلها لحمة .. شفتوا بعد كده .. المهم بقى أنا قلت لازم تبقى عودتي أقوى من أي مرة كتبت فيها .. قلت أعمل ايه .. أعمل ايه يا واد يا انا ؟؟ قام الواد أنا قالي ما تيجي نعمل حوار صحفي ... سألته : مع مين؟ .. رد بمنتهى الثقة : هو العيد ده اسم ايه؟؟ .. ده عيد الأضحى يا عم ، رد عليا بمنتهى السرعة .. ماهو ده الغلط اللي الناس المشمثقفة اللي زيك بيقعوا فيه ، العيد ده عيد اللحمة .. قلتله و أنا محرج من نفسي : ماشي مش فاهم برضه ..
رد : يعني نعمل حوار مع اللحمة .. نعمل حوار مع كام خروف على كام معزة على بقرتين ..
أنا: فكرة والله
الواد أنا: يلا مااحنا طول عمرنا مظبطينكم و انتم ولا فاكرينا
المهم خدت نفسي و جهزت و نزلت أنا و الواد أنا و رحنا لأقرب جزار .. طلبت منه أعمل حوار صحفي .. ما رضيش ، المهم في النهاية وافق لما قلتله ان الحوار ده حيتزاع ع الراديو بعد صلاة العيد ... و انه حيبقى مشهور زيه زي عمرو دياب تمام مافيش فرق .. و كان ده أول حوار مع أول ضيف وافق انه يسجل معانا:
أنا : كل سنة و حضرتك طيب يا فندم .. معاك مراسل برنامج "هابي عيد" من القناة 378 ..
الخروف 1: يا اهلا .. نورتونا
مراته جنبه بتعدله فروته عشان افتكرتنا بتوع تلفزيون ..
أنا: يا ترى يا افندم ، حضرتك ناوي تحتفل ازاي في العيد ؟
الخروف1: و الله يا ابني أنا أصلا كنت ناوي أروح الماجيك لاند و كنت خلاص قطعت التذاكر .. بس أما عرفت ان في حفلة طرب أصيل للفنانه هيفا في لبنان ، قررت أروح أزور لبنان الشقيق ..
أنا: يا ترى راي سعادتك ايه في موضوع دبح الخرفان للعيد ؟
الخروف1: يابني بص ، هي الدنيا كده ... لازم أما تديك كتير تأخد منك أكتر .. و احنا في الكام شهر اللي قبل العيد الدنيا بتدينا كتير .. ايشي علف باللوز ، و ايشي علف سادة و نعم و خيرات و برسيم .. نقوم تدب فينا الصحة و نعرف علطول ان الدنيا لازم حتاخد مننا حاجة أغلى .. و ما فيش أغلى من الصحة غير العمر ..
أنا: بس أنا شايف ان حضرتك متزوج ، يا ترى عندك أولاد ..
ترد علي النعجة في حزن: أيوه ولد و بنت .. سبناهم عند عمتهم قبل ما يجيبونا .. أنا كان قلبي حاسس
و تبدأ في البكاء .. يربت على فروتها زوجه الخروف قائلا: يا ستس مش كده .. خليكي مؤمنة .. كل شيء قضاء و قدر

أنا: ننتقل لضيف اخر .. أهلا بحضرتك يا أستاذ
عجل: أهلا يا عمو ..
أرفع نظري للأعلى لأراه يسد عين الشمس ... و أقوله : هو انت عندك كام سنه يا حبيبي ؟؟
عجل: سنه و نص
أنا: و انت ناوي تعمل ايه في العيد ؟؟
عجل: أعمل ايه بث ... أنا ناوي أهلب
أنا: تهرب ؟؟
عجل:أيوا .. كلام بيني و بينك .. أنا حفلت نفق لو فضلت ماشي فيه حاوصل ميدان لمسيس
انا: و حتعمل ايه في ميدان رمسيس يا حبيبي ؟؟
عجل: حاعمل مظاهلة .. اسمها كلنا أطفال يا ماما
أنا: مش فاهم ..
عجل: مش ماما سوزان بتقول ان الاطفال ليهم حقوق .. و ان اللي يتعدى عليهم حيتعاقب
أنا: ايوه تمام .. و ده علاقته ايه ؟؟
عجل: علاقته ايه؟؟ هو احنا نقول بابا يقوله احلبوه ! مس أنا طفل .. أنا عايز أعيس يا عمو ، مس عايز أتدبح و يعلو بكائه
أنا: ما تخافش يا حبيبي .. ما تخافش شوف عمو جابلك ايه ..
يرفع رأسه فأناوله قطعة شوكولاته بطعم البرسيم ... يضحك بشدة و يقوللي: سكلن يا عمو

ألمح جملا من بعيد .. اتجه اليه :و نحب نرحب بضيفنا الجاي .. الجمل سفينه الصحراء
الجمل ما يبديش أي اهتمام
أنا: يا استاذ .. معاك برنامج هابي عيد من القناة 378
الجمل: انت بتكلمني ؟؟
أنا: أيوه يا افندم مش حضرتك برضه جمل .. و بيقولوا عنك سفينة الصحراء
يقولي بحرقة و نرفزة: أنا جمل أه ، لكن سفينة لأ .. أنا لانش ..
أنا: لانش؟؟
الجمل: ايوه .. ولا انتوا البني ادمين كده فاكرين نفسكم انتم بس اللي بتتطوروا
أنا: العفو يا استاذ ..و ياترى يا مستر لانش انت ناوي تعمل ايه بكره ؟
الجمل: أنا كنت بافكر أقدم اعتذار عن الشغل بكره
أنا: يعني ايه؟؟
الجمل: أصل أنا اليومين دول تعبان شويه و محتاج علاج .. و اللي حياكلني مش حيشكر فيا ، و انت عارف الواحد مالوش غير سمعته و اسمه بعد ما يموت ..
أنا: لأ .. ألف سلامه .. يا ترى عند سعادتك ايه؟
الجمل: عندي ضيق في السنمة بعيد عنك ، و ده بيأثر على مخزون الأكل عندي .. مما يسبب نحافة في الاوراك و ضمور في الريش ..
أنا: معاك حق يا افندم ... نتمنالك الشفاء ..
طب تحب حضرتك تسمع ايه معانا ؟؟
الجمل: ياريت يوم الوداع للفنان جورج وسوف .. و أحب أهديها لخطيبتي
أنا: ان شاء الله يافندم .. كل سنه و حضرتك لحمه .. اسف كل سنةو حضرتك طيب
و رجعت بيتنا و قعدت أبص ع الحوار لقيته مش اللي هو .. قلت أنا خلاص بقى أعيد عليكم و بس ، و خلي المواضيع لما الهم ترجع .. قصدي يعني الالهام يرجع .. كل سنة وانتم طيبيين .. و زي ماالعنوان بيقول .. العيد يورزكم .. و يورزكم هابي


1.12.08

جهاز ضغط و سماعة - الحلقة التاسعة


بالطبع لا يهمكم من أين تأتيكم رسائلي .. هل هي من المنزل أم من مقهي إنترنت أم من عند زميل، لكنني اليوم أحب أن أبلغكم أنني أكتب إليكم من الكلية مباشرة ..
لا أخفيكم أنني صُعقت و اندهشت - و تنحت قليلاً أيضًا - عندما شاهدت هذه الأجهزة في مكتبة الكلية .. أجهزة pentium 4 .. شاشات كريستال سائل .. وصلة نت عالية السرعة .. حاجة كده و لا بلاد برة ..
اللذيذ في الأمر أنها منحة - في الأغلب - و أنها وضعت ليستخدمها الطلبة في أعمالهم البحثية، و هذا ما يفعله البعض، لكن البعض - مثلي - يستخدمونها في أغراض أخري .. أغلبهم يجلس علي الفيس بوك، أو بلوجر، الدردشة .. يمكنك أن تعد علي أصابع يدك الواحدة عدد الذين يستخدمونه لأغراض علمية .. لكن هذا لا يهم بقدر أنه و للمرة الأولي في حياتي منذ أن وعيت علي أجهزة الكمبيوتر في مدارسنا العظيمة، أجد أجهزة رائعة كهذه متاحة للاستخدام العام دون التقيد بـ"العهدة" و هذا الكلام المقيت عن المسئولية و أن الطلبة سيخربوها و لن يجدوا حتي تلاً ليجلسوا عليه بعد التخريب و .. و ..
أنا سعيد بوجود هذه الأجهزة، و ما هذه التدوينة إلا تسجيل لهذه السعادة .. كل ما أتمناه ألا اضظر قريبًا لكتابة تدوينة أخري عن حزني لخراب أو تخريب هذه الأجهزة .. اللهم آمين ..

كان معكم من أمام جهاز عشرين في المكتبة الطابق السادس - الدائخ نمبر 1 مراسل قناة تهييسة ..

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar