فصل
في مآثر المهيسيين
حدثنا الناروزي قال: إن أناسًا من أول الدهر جاءوا فذهبوا فلم يعودوا، فإن عادوا فليذكرنهم أحدكم بالتلاتة جنيه بتوع الحلاوة اللي ضربوا عليها. ثم أنشد قائلاً:
تكاحي كلُ من شلّح بالأراضين
و تناحي من كانوا حول الكوالين
و سلّح كلُّ من بلّح و لا تلّح
و كلّح البُحُ المبقوق من رياحين
ما بال أقوام للمبقولِ منزأرٌ
يأخذون بالنوتِ كلَ الحلاوين
فإذا جاءهم من الأموالِ منبقرٌ
لا الحسبَ دفعوا و لا البقشين
يقول ابن الفالح من يومه و عمره ما اتوكس علي عينه: يعني الناروزي بالبيتين الأوليين الغزل الصناعي، حيث يقول: تكاحي كلُ من شلّح بالأراضين، أي: تفرّق كل من كانوا بالأمس يغيّرون ملابسهم بأراضينا، يعني محبوبته و أهلها، الذين كانوا معروفين بنظافتهم التي أماتتهم واحدًا تلو الآخر من البشننة.
يقول الناروزي: و تناحي من كانوا حول الكوالين، أي أن من جلسوا حول كوالين الأبواب قد ناحوا و تناحوا بسبب مفارقتهم لأرضهم. و سلّح كلُّ من بلّح و لا تلّح، و كلّح البحُ المبقوق من رياحين: و فيه تشبيه لمن هو مفارق أهله بأنه كالمسلِّح من غير تلييح رغم أنه قد بلّح من قبل، و بأنه كمكلِّح بُحه المبقوق من نبتة الريحان. ثم يهجو هؤلاء الذين أخذوا الحلاوة دون دفع ما عليهم، فيقول: ما بال أقوام للمبقولِ منزأرٌ، و المبقول هو بائع البقالة، و منزأر أي كثير الزيارة حتي إنه ليبيت عند المبقول، فهو ليس بزائر، بل منزأر. يأخذون بالنوتِ كلَ الحلاوين، أي: يأخذون من كل أنواع الحلاوة – بالجبن و بالشيكولا و بالفستق الحلبي و بالسمسم – و كله ع النوتة و الحساب يجمع. فإذا جاءهم من الأموالِ منبقرٌ، أي: إذا جاءهم من الأموال ما إن بطونهم لتنبقر منه، لا الحسبَ دفعوا و لا البقشين، أي: لا هم دفعوا الحساب، و لا حتي تبقششوا، أي دفعوا البقشوش، أو البقشيش بلغة أهل حجاز اليمن العراقي من فرع كوداك النرويجيّ.
و قد حدثنا مقراح بن الكُح الفشقيحيّ قال: أنشدت يومًا النرويجي بن أجلزة، و قد ظن أن الواقفين بساحة النه نه هه، ليسوا بالكثيرين، و إنما بالمتفشكلين، قلت:
لا تحسبنّ الناس منبعحٌ
علي فَسْحٍ، فكلُّ فيه صحيحِ
إن همو فتحوا علي قُفْلهِ صدأٍ
نام من كانوا شَحًّا لا شحاشيحِ
تنام عيناك و عيونهم منفجلةً
ينظرون إليك بأم العين و النيحِ
فإن أنت تركتهمو علي مضاربهِ
جاءوا إليك بكل بُحٍ، و إنه قيحِ
فيا نائمًا بليل ليله لَيَلٌ
للَّ الليالي للٌ لا للاليحِ
مات النُحُ وراءَ كلَّ مَهْبُلَةٍ
و شحَّ اللحيحُ، و سحَّ الباحِ من بيحِ
يقول ابن المسخسين: يقول المقراح لصاحبه: لا تحسب يا هذا أن الناس الواقفين بتلك الساحة هم من السمان، بل إن أغلبهم يستعمل Sibotrim™ 10 mg، فكيف يكونون متفشكلين ؟ بل كلهم في موفور صحتهم، حسب مؤشرات هيئة الطاقة الذرية. ثم يستدل علي قوله هذا بمثال حي إذ يقول: إن أناسًا فتحوا زجاجة صدأ، من التي تباع في الأسواق بثلاثة جنيهات، و لو فاصلت ممكن تجيبها باتنين بس، علي قفل وضعوه علي باب سور صنعوه محيطًا بالساعة فنام كل من فيها، و هم الأصحاء، دلالة علي صحة أبدناهم، لا تعبهم و their restlessness and irritability. يا ابن أجلزة إنك أنت من ستنام من التعب لا هم، بينما هم سيظلون علي فنجلة – أي شدة فتح – عيونهم ينظرون إليك بأم العين، point of maximum convexity، و النيح، point of maximum concavity. ثم إنك إن تركت هؤلاء الوحوش يضربون في ذلك القفل الصديء، فإنهم حتمًا منيلوه آتين بكل نفيس فيه، إن بقي منه شيء، و إنه قيح، أي حقيقيّ. ثم يوبخه علي ما قال فيقول: يأيها النائم بليل ليله كاللَيَل، أي حالك البياض ناصع الظلمة، قم قليلاً و للّ علي عينك بقي يا أخي شوية .. للّ حبتين يمكن ينفعوك، و لا حتي عنك ما للّيت، جتك البلا ف شكلك. ثم يذكر له أمجاد العظام من قبله: النُح الذي مات، و اللحيح الذي شح في السوق، و الباح الذي هو في البيح و سحَّ منه .. عاوز أكتر من كده إيه بقي ؟
فصل
في إتقان التهييس عامه و خاصه
اعلم حفظك الله من كل سوء أن التهييس عام و خاص، فأما العام فمنه ستيا و فستيا و عمر أفندي و شركة بيع المصنوعات، و أما الخاص فأشهره عز الدخيلة .. أصل الصلب، و منه TEData و Link.NET و بالطبع لا ننسي العملاق عم أحمد بتاع الفول اللي علي ناصية قصر أمير المؤمنين ببغداد، و فوله فول حراق، له الناس تشتاق، و يأتون إليه من كل بلد، حتي و إن كانت بلاد الواق الواق.
و قد عرفت عام التهييس و خاصه، فإنك أعزك الله لا بد علي شوق لتعرف الأصول و القواعد لإتقانه، فأما الأصول فمفردها أصل، و أما القواعد – علي قول أهل العلم المستبطني – مفردها مقعدة، و هي نقاط لارتكاز ابن آدم، تتيبس حين اللزقة، و تنفك حين الحزقة، و لا يأتيها برغوث و لا دقزة.
و قد أحطت بالقواعد و الأصول، فإنه لا أذلك الله من خير إلا أن تدرك أنه ما من شخص هيّس في صباحه و مسائه كل يوم ألف مرة إلا قذف به إلي الخانكة مباشرة، دون انتظار لتمرجي يمسكه من قفاه، أو طبيب يوقعه من (رجلاه) – و ورد في رفع رجلاه بعد حرف جر أقوال كثيرة، لعل أبرزها أن يكون ذلك بمزاج المؤلف .. بلطجة يعني – لأنه هو من سيذهب بنفسه ها هنالك كي يعطوه أي مسكن أو حتي سم، لعلهم يريحوه من التهييس و ما فيه.
و أخيرًا عزيزي المستمع، خذها مني نصيحة: طنش تعش تنتعش، و هيس تليس تنتكس.
و في الاتباع انتفاع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق