إنها الحرب أو ما نعرفه نحن البسطاء بالثانوية العامة ! اللقطة الأولي تكريم أوائل الثانوية العامة ... وقف وزير التربية و التعليم ليلقي كلمته في حفل تكريم أوائل الثانوية العامة، و بعد أن تنحنح قليلاً و كثيرًا، بدأ كلامه فقال: - سيداتي سادتي أولياء الأمور، أبنائي الطلبة، السادة المدرسين و المدرسات، الأحياء منهـ .. إحم .. آسف .. تحية طيبة و بعد ... صمت قليلاً ليتجاوز تلك الهمهمة التي بدأت تسري في القاعة - و السبب معروف - ثم تابع: - إحنا النهاردة في حفل تكريم أوائل الثانوية مبنكرمشي أي طلبة .. إحنا بنكرم صفوة عقول الأمة المصرية .. طلبة جايبين ما لا يقل عن 111 % طبعًا مش أي طلبة .. و الطلبة دول هما خيرة شباب البلد، و هما أملها لأنهم أفضل عقول فيها، و أحسن ناس ممكن تفكر فيها، و لذلك فهما مهمين جدًا للبلد، و الأهم من كده إنهم فعلاً لازم يلاقوا العناية المطلوبة .. يعني رجال الأعمال يبحبحوا إيديهم شوية معانا .. و من قدم شيء بيداه التقاه .. و هنـ .. ثم توقف مرة أخري، و قد أدرك أن عمله السابق طغي في لحظة غير مناسبة علي الإطلاق، لكنه تابع: - و بشكل عام ممكن نقول إن الطلبة دول هما الثمرة الوحيدة المتبقية من الثانوية العامة السنة دي .. من بين 3.4 مليون طالب و طالبة، اتقدموا لامتحانات الثانوية العامة في مراحلها الأربعة، منجاش منهم غير المجموعة الصغيرة دي ... أربعين طالب فقط لا غير .. و علشان كده هما دول الأوائل غصبًا عنهم و عن اللي جابوهم ... أما الباقين ف منشفكموشي في حاجة وحشة .. السنة دي كانت موسم الحانوتية .. صمت ليأتي بالورقة التي تحوي أسماء الأوائل، و بدأ يقرأ: - الطالب أحمد شلش الفس .. الأول علي الشعبة العلمية بمجموع 142 % .. و هنا نهض الطالب المذكور ليتسلم شهادة تفوقة من الوزير، و صعد إلي المسرح، و لا داعي للالتفات إلي الأربعة الذين كانوا يسندونه، فقد اُمتصت كل السوائل من الطالب في فترة المذاكرة، و تحول إلي ما يشبه المومياء الحية (الزومبي) .. ثم صافح الوزير باستخدام يده الصناعية - فقد هلكت الأخري بسبب كثرة الكتابة - و قال له الوزير: - شد حيلك يا بو حميد .. كنا عاوزين أكتر من كده .. أجابه بشيء ما لم يتبينه أحد، فقال أحد الذين يحملونه: - بيقول: شكرًا يا سيادة الوزير .. و مشنفكشي في ضيقة أبدًا .. ثم توالي تكريم الناجحين و الأوائل في الوقت نفسه - لم يكن هناك غيرهم في الواقع - و توالت الأسماء و المجاميع الغريبة .. و تتوالي الأسماء و يتوالي التصفيق .. *** اللقطة الثانية خبر في جريدة أبو الهول (خليفة جريدة الأهرام) في سابقة هي الأولي من نوعها هذا العام حفل انتحار جماعي لأكثر من ثلاثة آلاف طالب و طالبة كتب - حسن السهن: في سابقة هي الأولي من نوعها هذا العام، انتحر أكثر من ثلاثة آلاف طالب و طالبة من مرحلة الثانوية العامة انتحارًا جماعيًا بابتلاع أكثر من ستة آلاف ورقة من مقررات الوزارة، و قد اتضح أن أغلبها من مقرر الفيزياء، مما يدل علي شدة سمية هذه الأوراق، أو ربما سمية ما فيها، فقد تُوفي علي الفور ألفان و سبعمائة بينما أمكن اللحاق بالثلاثمائة الباقين، و ما زالت هناك حالات حرجة في مستشفي قصر العيني و الأمل في شفائها ضعيف إن لم يكن معدومًا .. و قال أحد الناجين من هذه المذبحة: "كان لازم ننتحر .. أقل واحد فينا ساقط في 3 مواد ... أنا مثلاً ساقط في المواد كلها .. عملت إعادة تصحيح اكتشفت أن الموضوع كله إني أتأكد إن ورقتي موجودة مضعتشي و بس" و قد وصف بعض المراقبين الدوليين هذا الحادث بأنه فريد من نوعه، و تسعي موسوعة جينس للأرقام القياسية تقييده بسجلاتها أسوة بحادث العام الماضي، الذي انتحر فيه ألفان و ثلاثمائة طالب و ماتوا جميعًا .. و قد ضرب هؤلاء الطلبة - طلبة هذا العام - الرقم القياسي الذي حققه زملاؤهم العام الماضي في تحد واضح، مما قد يجبر الطلبة المتوفين العام الماضي علي إعادة الكرة باستخدام أعداد أكبر العام المقبل .. وحدوووووووه ... *** اللقطة الثالثة التنسيق الإلكتروني - حجرة أحد الطلاب جلس (س من البشر) أمام شاشة الحاسب الآلي، و قد تأكد أن إتصاله بالإنترنت يعمل بكفاءة، ثم فتح موقع تنسيق الكليات و المعاهد، و هو يتمتم بالمعوذتين متذكرًا ما حدث مع أخيه، إذ انفجر الجهاز في وجهه، فور فتحه لصفحة الموقع الرئيسة، كنوع من مفاجآت الثانوية العامة من قِبل الوزارة .. لكن الأمر مر بسلام، و فُتحت الصفحة الأولي دون مشاكل، و اختار شعبته، و بدأ مراحل التسجيل .. بدأ يقرا المكتوب علي الشاشة: " المطلوب إدخال الرقم السري .. ملحوظة: سينفجر الجهاز تلقائيًا بعد أول خمس محاولات فاشلة، و يمكنك الحصول علي رقمك السري باستخدام طريقة ليوناردو دا فنشي مستخرجًا إياه من الأرقام الستين الموجودة في الصفحة العاشرة من ملف التنسيق المرفق .. هذا الإجراء للحماية .. " ابتلع ريقه في صوت مسموع، و قال: - سلم يا رب .. ثم بدأ يحاول معرفة رقمه السري، ثم كتب استنتاجه الأول، و الذي كان خطأً بالطبع، فجاءت رسالة: " المحاولة فاشلة .. أمامك أربعة محاولات أخري و إلا انفجر الجهاز علي الفور .. " دخل اخوه في هذه اللحظة فقال دون حتي أن يلتفت إليه: - رقمك هو آخر رقمين في الورقة .. حطهم و توكل .. أدخلهما ذاهلاً من بساطة الأمر، و كيف توصل إليه أخوه بكل هذه السهولة، فقال أخوه: - بسيطة .. أصل حصل فيّ نفس الحركة .. انتقل للخطوة التالية، فكانت: " ادخال الرغبات .. أمامك الخانات التي ستلصق فيها الطوابع .. لاحظ أنه لا رجعة في هذا .. و في حالة رغبتك في تغيير أحد رغباتك، يرجي التوجه لأقرب مسطح مائي لتشرب منه .. " استعرض الخانات التي سيملأها برغباته، و نظر إليها مذهولاً، فأمامه كانت هناك خانة واحدة فقط لا غير و مكتوب فيها " آداب - موزمبيق " .. صرخ بالطبع، و هو يكاد يفجر الشاشة أمامه من شدة غضبه، لكنه هدأ فجأة، و نظر في الصفحة فوجد زرين، "أرغب" و "لا أرغب" .. بالطبع ضغط لا أرغب، فبدأ العد التنازلي .. ثلاثة .. اثنان .. واحد .. و .. كتب - حسن السهن: توفي بالأمس الطالب (س من البشر) متأثرًا بجراحه جراء انفجار الحاسب الآلي الذي كان يحاول من خلاله إدخال رغباته عن طريق موقع التنسيق الإلكتروني و تعد هذه الحالة هي الحالة السادسة و العشرين في سلسلة حوادث موقع التنسيق، متوازية مع الحادث الرابع و الثلاثين في سلسلة حوادث مكتب التنسيق الاعتيادي .. و قد صرح الدهل، وكيل أول فيلد مارشال جنرال ديكتاتور وزارة التربية و التعليم، إن مثل هذه الأمور طبيعية للغاية و تحدث في أكثر دول العالم تحضرًا، و إن مثل هذه الأمور إجراءات وقائية احترازية استباقية لا بد منها، و إلا أصبح الأمر فوضي و قدم كل من هب و دب أوراقه .. "هي فوضي" .. كان هذا نص تصريح سيادته .. و تعد حوادث هذا العام أقل بكثير من العام الماضي، و التي بلغت ستمائة حالة وفاة نتيجة مثل هذه الانفجارات، و يرجع هذا بالأساس إلي تناقص الأعداد من البداية نتيجة الامتحانات هذا العام، و التي جاءت في مستوي الطالب المتخلف عقليًا - حسب كلام وزارة التربية و التعليم - و في مستوي الطالب الأينشتين - حسب كلام كل الطلبة بلا استثناء - .. *** اللقطة الرابعة غرفة تصحيح أحد المواد انفجر موجه المادة صارخًا في وجه أحد المصححين قائلاً: - إيه يا بني آدم .. أنت معندكش دم .. معندكشي رأفة بالوله .. الوله تديله عشرة من عشرة بس .. فين درجات الرأفة .. مش ليك خمسة و تلاتين درجة ممكن تضيفهم كدرجات رأفة .. ثم التفت لبقية المصححين قائلاً: - و أنتو .. خفّوا أيديكو شوية .. العيال بتهرب من المادة .. السنة دي ستين ألف بس مقدمين .. مش كده .. المواد التانية واكله الجو .. يالا .. ثم خرج كالبركان من الغرفة، و المصححون يضربون كفًا بكفن و قال أحدهم لزميله منفجرًا هو الآخر من الغيظ: - طب ده اديله درجات علي إيه ؟؟ .. السؤال بيقول: اذكر خصائص أغنيات نانسي عجرم، و هو مجاوبلي علي أحمد عدوية .. يقوللي السح دح إمبو .. أديله درجة علي إيه .. رد زميله بمنتهي البرود: - أديله علي أن هو كاتب أي حاجة .. ثم نظر إليه من أسفل النظارة و تابع: - و متنساش درجات الرأفة ... *** اللقطة الخامسة لقاء تلفزيوني مع أحد الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة ابتسمت المذيعة في بلاهة، و هي تقول: - أعزائي المشاهدين .. مرحبًا بكم في برنامجكم المفضل "عكول تتفتح" (عقول تتفتح) .. معانا النهار ده أحد التلبة (الطلبة) المتفوكين (المتفوقين) .. ثم توجهت بنظرها إليه و قالت: - ممكن نتعرف علي حضرتك ؟ قال و أمارات المرض العصبي و العقلي بادية عليه كالشمس في رابعة النهار : - باسم أبو دراع الدهش .. - و حضرتك شعبة إيه ؟ - علمي شباشب طبعًا .. - و حضرتك جبت مجموع كام ؟ رد محاولاً التأنق، و إن بدا فعله هذا أبلهًا للغاية: - 129 % من غير درجات المستوي الخمسة و ستين ... - بسم الله ما شاء الله .. و حضرتك بقي ناوي علي إيه ؟ - أنا حتخصص في محلات دكتور الأحذية المشهور المدهش قسم شباشب .. - بصوبع و لا من غير ؟ - بصوبع طبعًا .. هو أنا زي الناس الـ environment اللي بيلبسوا شباشب من غير صوبع .. إيه ده .. سألته و هي تقذف بخصلاتها التي انسدلت علي عينيها، ثم صرخت في رعب هاتفة بالمصور أن يوقف التصوير، فقد وقعت الباروكة، و لا بد من ما لا يقل عن ساعة لتعديل الاستوديو كله .. بعد فترة طالت جدًا جدًا، تابعت المذيعة حديثها، فسألته: - ممكن نعرف سر تفوكك (تفوقك) ؟ - في الواقع .. تنظيم الوقت و الذهاب للدروس في مواعيدها، بالإضافة لدعوات الست الوالدة .. هما دول كانوا سر نجاحي .. - ممكن نعرف كنت بتقسم وقتك إزاي ؟ - أنا وقتي كان متقسم علي تلات حاجات .. الدرس بتاع الصبح .. الدرس بتاع بعد الضهر .. الدرس بتاع بليل .. - يعني مكنتش بتروح المدرسة ؟ - لا طبعًا .. إحنا المدير عندنا كان بيطبق نظام التعليم المفتوح .. الباب يفضل مفتوح طول النهار .. اللي عاوز يدخل يدخل .. و اللي عاوز يخرج يخرج .. و الباب مفتوح أدامه، بس أنا بصراحة كنت بفضل أنط من علي السور .. - ليه ؟ - دي متعة يا هانم .. متعة ميعرفهاش غير اللي مجربها .. ده أنا كنت تخصص، عدّي بس لتلاتة و حتلاقيني بره أي مكان أكون فيه .. جربي كده .. نظرت إليه في شك ثم قالت: - نجرب .. واحد .. اتنين ... تلاتة .. دوت فرقعة مكتومة، ثم انتشر دخان أبيض انقشع بسرعة، و لم تجده أمامها .. إنه متخصص فعلاً .. *** اللقطة الختامية النشيد القومي لمجتمع الثانوية العامة ملحوظة: يقرأ هذا النشيد بنغمة النشيد الوطني المصري
ثانوية ثانوية ثانوية عامية يا خويا و مدوخاني
أجيبلو تسعة و تسعين في المية و أدخل يدوبك زراعة سوداني
و إنْ قلت خلاص حخش معاهد ألاقي المعهد بالشيء الفلاني
و إنْ قلت خلاص مش ناوي أكمل يقولوا لي: هع، بقيت براني
ثانوية ثانوية ثانوية شلاني علاني .. آه ياني !
ختام
هناك تعليقان (2):
على فكرة انت الاحصاءات بتعتك دى غلط الاعداد ضعف كده بكتيررررررررررررر
http://newegyption.blogsome.com/
إذا كان علي المجاميع، فمش بعيد نلاقيها زي التهييس اللي أنا كاتبه، و لو علي أعداد المنتحرين اهم في زيادة الحمد لله .. أهي حاجة الحكومة عرفت تنميها !
إرسال تعليق