ولدت بينما كان القرن العشرين في النزع الأخير وعشت فترة التسيعنيات من عمر هذا القرن في حي يشبه إن شبهته بشيء بحارات نجيب محفوظ أو بديع خيري غير أني حقيقة لم أشهد أي فتوة أو حرافيش ! المهم أن هذا المكان الذي عشت على أطرافة وليس في أدغالة كان دائما يبهرني ويخجلني , أخجل من عدم إنخارطي فيه وتكبري عليه من برجي العاجي و تبهرني الحكايات التي تحكي لي والتي أراها والتي تشبه الأساطير او الملاحم الشعبية ،الشاهد ، فلنبدأ ..
الحكاية الأولى
كنت صغيرا لا يتجاوز عمري الست سنوات وكان الأطفال في الشوارع يلعبون الكرة التي حرمني أبي من لعبي إياها معهم طوال عمري و المناسبة أبي كان صارما جدا في ما يتعلق بالإختلاط بأطفال الشارع و يظن أني لو فعلت لصرت مثلهم أولاد أصدقائه الذين عادة يتسربون من التعليم إلى إحدى الحرف ، كنت أظنه متنتا متكبرا على أصدقائه ولكني عرفت أنه على حق لاحقا و ما أكثر ما عرفت أنه على حق لاحقا و وأذكر أني كنت أذهب أصلي معه كل الصلوات وفي مرة غلبني النعاس في العشاء فظن أني كنت ألعب مع الأطفال في الشارع فوبخني توبيخا شديدا (جدا) ولكن عندما علم أني بريء كافئني بأن أخذني معه إلى بلدنا في الريف وكانت رحلة ماتعة فعلا و لكنني لم أكن دائما بريئا ، كنت أتسلل وألعب مع الأطفال وأرى في ما يفكرون وكيف يلعبون ولماذا يمنعني أبي منهم الحقيقة أني وجدت معظمهم طيبون جدا لا يعرفون من الحياة إلا قليلها و يطلبون منها سوى هامشها وفي يوم حكى لي صديقي إسلام حكاية أبيه مع حرب أكتوبر وهذه هي حكاية اليوم ، كان أبيه عم إبراهيم أحد افراد طاقم دبابة ثم ترقى ليصير قائدا شابا لهذا الطاقم والرجل كان سائقا بارعا ، بارعا بحق، وفي حرب أكتوبر كان في سيناء مع دبابتين أخريتين و قد توغلوا أبعد قليلا من الجيش و و كما نعرف أن إسرائيل في هذه الحرب كان لديها ما يقرب ألف وسبعمائة دبابة أي أكثر من إنجلترا في هذا الوقت وفوجئ أبي "يحكي إسلام" بسرب دبابات من عشر دبابات إسرائيلة ،أمريكية الصنع ...
لم يحتر أبراهيم - الأكبر رتبة بين قواد الدبابات الثلاثة - كثيرا فأخذ قراره الذكي الشجاع (الي يتقاضى من أجله المقابل المادي لوسام نجمة سيناء حتى الآن) كانت الدبابات تكاد ان تمر ف مضيق بين جبلين لا يتسع لأكثر من دبابة ، فكانت الخطة كالآتي أن تقوم الدبابتين الأخريتين بالإنتظار حتى تصل اول دبابة إلى نهاية الممر وتكون الدبابة الأخيرة داخل المرر فيدمرا الدبابة الأولى و يدمر هو الدبابة الأخيرة فتصبحان كسجن عملاق يحبس الدبابات الثمانية الأخرى فإن حدث هذا ينزلا كل طاقم الدبابتين بأسلحتهم الخفيفة القنابل اليدوية فيأسرون من يؤسر و يقتلون من يخرج من دبابته حاملا سلاحه و يضعون قنبلة على كل من تسول له نفسه البقاء وبهذا أسر عم إبراهيم ثلاث أو اربع دبابات سليمة تماما و دمر ستة دبابات أخرى بثلاث دبابات عتيقة روسية الصنع و هنا تنتهي حكاية إسلام عن أبيه ولكن لم تنتهي حكايتي معه ولكن تلك قصة أخرى
ملحوظة : أكتب حكايات من حي فلكلوري يومي الأحد والإثنين فقط ضمن مقال عوادم
ملحوظة أخرى قد تغير ميعاد كتباتي من منتصف الليل إلى منتصف النهار
هناك 4 تعليقات:
و هكذا ذهبت البطة الشريرة لتلعب مع أقرانها من الحمام البمبة
إيه يا بني ده ؟
Attention!
الله مش عارف أشكرك إزاي على تعليقاتك الرائعة الرافعة لمعنوياتي يا بتاع بس طيب يا .... مش عايز أتكلم ولا أرد
وكفاية إني رحمتك من المألسة في طاحونتك الشفتشي
بتكلم بجد دي مش قصة أنا مؤلفها ، دي كانت حكاية سمعتها ورويتها بطريقتي
اللي عنده مانع يقولي
على فكرة انت راوى كويس قوى للاحداث و كمان ذاكرتك قوية و ده كويس قوى
بس خلاص
إرسال تعليق