جهاز ضغط و سماعة - الحلقة الثالثة

قال أنا إيه كان عندي امتحانات .. و قال إيه اتخزوقت

آسف علي اللفظ و الدخلة المهببة، لكنه الواقع الأليم .. للأمانة لم تكن كل الامتحانات بهذه الصورة .. فقط مادة الكيمياء .. لكنها كانت من العيار الثقيل .. جدًا ..
المهم أن هذا الموضوع و بعيدًا عن الخوازيق فتح شهيتي لأكتب عن موضوع تمنيت منذ زمن أن أفهمه .. هم الدكاترة بيعملوا معانا كده ليه ؟ .. ما هو المبرر الموضوعي و الأخلاقي و الإنساني لما يحدث ؟
المشكلة أن هؤلاء الأساتذة إذا بحثت فيهم عمن يمكن أن تطلق عليه أستاذ جامع فلا تجد إلا القليل .. فلنفرض أن مستواهم العلمي متقدم للغاية و أنه لولا البخت المنيل كانوا اترشحوا لنوبل .. لنفرض هذا، لكن قلة منهم هم من يحملون المقومات الأخلاقية لكي نطلق عليهم أساتذة جامعة .. فالأستاذ الجامعي في النهاية هو مكانة اجتماعية قبل كل شء .. دعك من أن مرتباتهم في النازل و أن مرتب أستاذ الجامعة لا يكفيه تلميع حذائه كل صباح .. لكن هذا ليس له علاقة بمسألة التعامل ..
و حتي لا يكون حديثًا مرسلاً سأضرب مثالاً وحيدًا أراه معبرًا أشد التعبير .. أستاذ في قسم التشريح، حاضر لنا ذات مرة العام الماضي و قلبنا في أربع ما محاضرات ما ينبغي أن يُفرد له - بالميت - ست محاضرات إن لم تكن سبعًا .. ثم حدث أن دخل مرة أخري قرب نهاية العام فما كان منا إلا أن خرجنا، أو خرج معظمنا و ما كان منه عندما رأي هذا الرفض الشعبي إلا أن قال و بالنص: " و حياة أمي اللي حيدخلي في الجزء ده في الشفوي لأكون مسقطه " .. لا تعليق
ثم بعد كل هذا تواتيهم البجاحة كي يهرسونا ما بين امتحانات خاوزقية الشكل و المحتوي، و ما بين جداول امتحانات لا تصلح إلا لكي تجعلك ترسب، ثم تواتيهم البجاحة أكثر لكي يعلنوا تذمرهم من مستوي الطلبة الذي هو في انحدار مستمر .. عجايب !
أنتم من الأساس لم تقدموا مستوي خدمة تعليمية يقبل به حمار أن يتعلم كيف يجر كارو، فما بالك بطبيب سيكون بين يديه أرواح بشر الله أعلم حينيل فيهم إيه، و لا يخفي عليكم مستوي أطبائنا المبهر زيادة عن اللزوم ..
نهايته .. هي بداية مش لطيفة أرجع بيها بعد الغيبة الطويلة دي .. بس أنا فعلاً اتخنقت .. و للعلم هذا ليس شعوري وحدي .. بل هو شعور ما يقرب من 1300 طالب و إن اختلف مستوي الحنق المجري الذي يعتمل في صدورنا
و كل سنة و أنتوا طيبين بمناسبة كل المناسبات اللي فاتت و ما عيدتشي فيها عليكوا ... و سلام