18.1.11

مريم التي ذهبت ..


كنت أردد دائمًا، و ما زلت حتى وقت قريب أنني عشت طفولة معذبة، و كانت مبرراتي لهذا هي شعوري العام أنني لم أقض تلك الفترة في اللعب و التنزه و السفر، و زيارة الأقارب، أو قضاء الوقت كاملاً أمام التلفزيون أو الحاسب ألعب حتى أنام على لوحة المفاتيح، و قد كان الأمر كذلك بالفعل؛ فأغلب سنوات طفولتي قضيتها أشاهد عائلتي تتصارع على ما اكتشفت مؤخرًا أنه للجيفة أقرب، أو قضيتها مع والدي أدور في فلكه فلا ألتفت إلى ما يشبع حاجتي إلى الحياة، أو قضيتها أجتر بعضًا من نفسي التي أهترأت مما سبق محاولاً استعادة التوازن الذي لم أعرفه يومًا ..

لكنني كنت أدعي، بل كنت أكذب و أتمادى في الكذب؛ فكل ذا ليس طفولة معذبة أو حتى "غير سعيدة"، بل هي طفولة تزن من الفرح أطنانًا، إذا ما قورنت بما رأيت في الأسابيع التي مضت ..

وفقًا لجدول دراستي، فإنني الآن – و حتى أسابيع قادمة – أتدرب في مستشفى الشاطبي للأطفال .. كنت متخوفًا من هذه الفترة، إذ أعرف أن مهاراتي في التواصل الاجتماعي تقترب من الصفر، و أواجه مأساة عظمى – أو أنني أراها كذلك – في التواصل مع الكبار، فما بالي بالصغار ؟!

كنت متخوفًا، لكنني اكتشفت مع الوقت أن الأمر ليس بهذا السوء .. أنا أتعامل في الأساس مع أم خائفة على ولدها، و تراني كولدها في الوقت ذاته، ما يجعلها تخبرني بكل ما أريد، و في الوقت ذاته تخبرني بلطف و بنوع من التسامح و بصدر رحب، إن صح التعبير ..

و بالإضافة إلى هذا، فإن السعادة التي تغمرك و قد اطمأنت الأم أن ابنها بخير، و انطلقت الدعوات من فيها أن بارك الله فيك، أو و أنت ترى الطفل يجري و يلعب بعد أن كان جثة هامدة .. تلك السعادة ليس كمثلها في الدنيا سعادة ..

و رغم تلك السعادة التي غمرتني و تغمرني، و التي لا أنكرها على الإطلاق، حتى إنني قررت أن أخوض غمار حياتي الطبية كطبيب أطفال، إلا أن للحزن – أو الاكتئاب إن شئت الدقة – مكان لا ينازعه فيه أحد، و الذي لا أظنني كنت سأكتب شيئًا من هذا لولا أنه قد فاض بداخلي ..

تخيل أنك ترى طفلاً لم يتم عامه الأول بعد، و ترى أمه فرحة به، لكنك تدرك أن هذا الطفل سينشأ متخلفًا معاقًا ذهنيًا، و سيكون عبئًا على أهله، و سيجلب إليهم المشاكل و المتاعب .. تخيل أنك ترى طفلاً لم يتجاوز السادسة، تكتشف أنه مصاب بفيروس الالتهاب الكبدي سي، أو بالفشل الكلوي المزمن، و أنه سيظل طول عمره مريضًا عليلاً يتردد على وحدة الغسيل الكلوي، أو ينتظر تليف الكبد و سرطانه يأتيه بظله الكريه يومًا من الأيام .. تخيل أنك ترى طفلاً يعاني من مرض خلقي في القلب، يعاني بسببه من نقص الأكسجين في دمه، و تراه يغرق في زرقة كزرقة الموتى، و ليس في يدك شيء تفعله إلا أن تصبّر أهله و تدعو له بالرحمة أن يستطيع اللحاق بموعد العملية الجراحية ..

تخيل .. تخيل فحسب .. و تخيلني كيف أكون – أو كيف يكون أي طبيب – أمام كل هذا ؟!

تحدثت ذات مرة إلى صديق أمرُّ معه بعد انتهاء الدرس على المرضى، نسمع منهم – من الأمهات بالطبع – و ندرب أنفسنا كيف نصبح أطباء .. تحدثت معه ذات مرة و قلت إن من يقولون إن طبيب الأطفال لا يصاب بالاكتئاب لأنه يتعامل مع كائنات رقيقة تبعث البهجة أينما حلت هم قوم جهلة، لا يفقهون شيئًا و لا يعقلون، و لا يعلمون ..

لا يفقهون أن طبيب الأطفال لا يرى الطفل إلا حال مرضه – في أغلب الأوقات .. يرى البراءة و قد أُغتيلت، و المرض ينهشها شيئًا فشئيًا، و هو إما يرجو الشفاء، لكنه لا يملكه، بل يبذل في سبيله العلاج و الدواء، أما الشفاء فمن عند الله، أو هو يرجو رحمة الله، فيريح الطفل و أهله مما هو و هم فيه ..
و لا يعقلون أن من يرى هذا كل يوم إما أن ينتهي به الأمر إلى اكتئاب مزمن، أو أن يفقد إحساسه بالحياة و ما فيها و من فيها ..
و لا يعلمون أن الطفل لا يواجه المرض فحسب، و لو كانت كذلك لكان الأمر هينًا .. إنه يواجه المرض، و الفقر، و الجهل، و الأهم من ذلك: الإهمال ..

مريم التي ذهبت كانت براءة تبلغ من العمر أربع سنوات، و من المرض آلاف السنين .. أول مرة رأيتها فيها لم أقو على الاقتراب، فحالتها التي رأيتها عليها كانت تنذرني بألا أدنو، ففيها ما يكفيها، و أنا في النهاية لن أقدم لها الكثير – رغم أني اكتشفت خطأ ذلك كما سيتضح بعد قليل – فلا داعي أن أزعجها و أزعج أمها فوق ما فيهما ..

كان أول لقاء لي بها صدفة، لكننا – أنا و صديقي هذا – قررنا استغلالها، و معرفة تفاصيل التفاصيل، لنكتشف أنها كانت مزروعة في خندق من الإهمال و اللامبالاة القاتلة .. مزروعة إلى الدرجة التي أذهبت كل جهودنا هباء ..

كنا نطمئن عليها، و نتفقد نتائج تحليلاتها، و ننذر الأم إلى مواطن الخطر، و ننبه الأطباء إلى علامات الخطورة، لنكتشف عالمًا سفليًا بغيضًا، لست أتورع أن أصفه بأنه قذر أيضًا .. عالم من الإهمال الكل مشترك فيه، من الطبيب على قمة الهرم، إلى الممرضات في قاعدته، و المبدأ فيه "أنا و من بعدي الطوفان" ..

كانت الحالة تزداد سوءًا يومًا وراء يوم، و إهمال رعايتها يزداد يومًا بعد يوم .. كل ما يشغل بال الأطباء هو أنها "على قيد الحياة"، غير مكترثين لأن حالتها تسوء بالفعل .. كانت محتجزة عندهم لما يزيد عن أسبوعين، و لم يكتشفوا أنها مريضة بالسكر إلا بعد أن أصر صديقي على أن يتيقنوا من هذه النقطة، لأنها جزء أصيل من المتلازمة التي كانت مصابة بها .. و حتى هنا، تأجل الأمر يومين حتى اقتنعوا أنها مريضة بالفعل، ليبدأوا معها العلاج بإهمال أيضًا ..

كانت الحالة تزداد سوءًا يومًا وراء يوم، و إهمال رعايتها يزداد يومًا بعد يوم، و بعد أن كانت تظهر أعراض المتلازمة الأصلية، بدأت تظهر عليها مضاعفات مختلفة، ثم كان اليوم الذي أتاني صديقي هذا بالخبر الذي وقع عليّ كصاعقة من السماء .. لقد ماتت !

لقد ماتت !

لقد اصطدمت بالموت عدة مرات من قبل، لكنها المرة الأولى التي ينتابني فيها مثل هذا الشعور .. شعور الصدمة التي تجعلك ترفض الواقع .. ترفض أن تكون قد ماتت، أو ماتت بهذه البساطة ..

عندما رأيتها أول مرة أدركت أنها بائسة، لكنها ليست شديدة البؤس؛ فالمتلازمة التي كانت تعاني منها كان لها علاج ناجع، و تطور حالتها - في الظروف الطبيعية – يوصف بالـ"جيد تحت المراقبة"، أي أن المتابعة الجيدة للحالة تبقيها كأن ليس بها شيء، لا أن تؤدي متابعتها أن تفارق الحياة ..

تملكتني حيرة و أنا أعيد التفكير فيما حدث .. أهي ضحيتنا لأننا نبهناهم إلى مشكلة خطيرة، فعالجوها بإهمال ما جعلها تسوء أكثر؟ أم ضحية الأطباء الذين نظروا إلينا باستخفاف باعتبارنا طلبة، بينما هم العلامة الفهامة، فتجاهلوا ما قلنا؟ أم ضحية التمريض الذي يشعر أنه يتحمل دومًا أخطاء الجميع فيترك الجمل بما حمل "و إياكش تولع"؟

ذهبت مريم، و مثلها يذهبون كل يوم، فادعوا لهم بالرحمة، و ادعوا لنا أن يغفر الله ما نفعل في هؤلاء الأطفال .. اللهم آمين ..

12.1.11

قراءة في استراتيجيات الحروب الدراسية

أحب هذه العناوين التي تبدو عليها الأهمية و العمق، حتى إذا توغلت في القراءة وجدت الكاتب يهذي، و يتحدث بما لا يعقل أو يُعقل .. إلا أنني هذه المرة أعنيها تمامًا؛ " استراتيجيات الحروب الدراسية" ..

من المعلوم أن البشر يولدون جهلة لا يعرفون شيئًا و لا يفقهون حرفًا، ليس معهم إلا غريزة أودعها الله فيهم حتى لا يقضي عليهم الموت – إلا من قُدر له هذا – في مستهل حياتهم، ثم تبدأ جذوة الغريزة تخبو شيئًا فشئيًا، و تحل محلها شعلة العلم ..

يتعلم المرء كي يرتقي، و "يرفع بيوتًا لا عماد لها"، و طريق العلم و التعلم ليس مفروشًا بالورود، و لا حتى أوراق الشجر الذابلة، بل إن الشوك هو أبسط ما فيه، و أقله إثارة للألم .. طريق العلم طريق حرب متصلة مع النفس و شهواتها التي تجر المرء جرًا إلى الأسفل، و حرب متصلة مع الذين استسلموا لأنفسهم و شهواتهم فليس لهم همٌ إلا جرك إلى الأسفل دومًا، و حرب متصلة مع عمر قصير تكتشف مع الوقت أنه لا يكفيك، و أنك ستقضيه كله فلا تشعر أنك وصلت إلى ما تصبو إليه نفسك – إن كانت نفسًا طموحة ذات همة عالية ..
هو طريق حرب، لكن به من الحلفاء الكثير .. يعاونك أهلك كي تستمر، و يعاونك مدرسوك كي تعلو و ترتقي، و يعاونك من قبلهم إيمانك كي تنسى الألم، و من فوق كل هؤلاء و من حولهم توفيق الله و تسديده خطاك ..

لكننا في مصر لا بد و أن نختلف .. مصر دولة ذات خصوصية، و هذا شيء لم أعد أتعجب منه أيًا كان موقع هذه الخصوصية .. نحن نختلف عن الآخرون – و الآخرون بالواو مقصودة – في كل شيء، و كلما كان الاختلاف نحو الأسوأ كلما كان أكثر ثباتًا و تثبيتًا لنفسه، و كلما كان أشد رسوخًا من الحق في وضح النهار ..

نحن في مصر نختلف، فالحلفاء في طريق العلم ليسوا كُثُرًا .. هم نفسك التي ترقص على حبال الشك، و شيء من أهلك الذين أعيتهم الدنيا بما فيها و من فيها، و بعض من الإيمان الذي يتزعزع و يتزحزح تارة و تارة من فرط ما يرى صاحبه .. ليسوا كُثُرًا و ليسوا ينفعون وقت الحاجة، فأغلبهم يحتاج إلى من يعينه ..
و فوق هذا و ذاك، و كأنه ليس يكفي، تجد أن مدرسيك قد جعلوا منك عدوًا و هدفًا، و ناصبوك العداوة و البغضاء التي بدت من أفواه أغلبهم – و ليس كلهم كي لا نظلم – فأنفقوا الأيام و الليالي كي يتفننوا كيف يحيلون ما تبقى من حياتك جحيمًا يدفعك كي تتخلص منه فتصله بجحيم الآخرة ..

ربما تقرأ و تتعجب، و لربما ترميني بالتعدي و الغلو و التطرف، و لك الحق في ذلك و لست أنكره .. أنا نفسي ظللت أنكر و استنكر هذا عامين متصلين، ثم بدأت أتشكك فيه لعام آخر، ثم أؤمن به على وجل لعام آخر، حتى أعتنقته مذهبًا بعد خمسة أعوام قضيتها في كلية الطب، واجهت فيها الكثيرين ممن يحملون رسالة تعليم أجيال جديدة، و تخريجها إلى المجتمع أطباء أكفْاء يقومون بما يجب القيام به، لكنني اكتشفت أنهم حملوا الرسالة إلى بائع الخردة و استبدلوا بها أكوامًا من الأموال ألهتهم عنها، فأخذوا يجرون وراءها لا هم لهم إلاّها و لا دنيا تدور إلا حولها، و بعضهم – أعاذنا الله – اتخذ منها دينًا يمشي بفقهه بين الناس ..
تجد أن هؤلاء لا يقيمون لك وزنًا، فلا يأتي أبدًا في الموعد، و إن أتى فلكي يرحل سريعًا لأنه مشغول بعيادته الخاصة، أو محاضرة يلقيها هنا أو هناك، أو هو لا يرى فيك نفعًا من الأساس، و هو يرغب في الرحيل عنك بأسرع مما جاءك حتى إن كان خالي الوفاض ..

ثم إذ هو يلقي على مسامعك العلم، تجده يلقي إليك بفتات الكتب، و بقايا الدوريات و المجلات، و جيفة ما تركه العالم وراءه منذ زمن، باعتبار أن هذا هو قدرك من العلم، لكنه في الوقت ذاته يطلب منك أن تتعامل مع هذه الفتات كأنها الدر النفيس و الذهب البندقي الصافي، فلا تراجعها وراءه من كتاب، و لا تتثبت منها من مرجع، بل قوله الفصل، فهو العلامة الفهامة الذي بقر بطون الكتب و أتى على علوم الأولين و الآخرين، و ما ذاك الذي في الكتب إلا سقط متاع ..

ثم إذ أنت احتلت حتى تحصل على ذلك المصدر الجهنمي الذي يأتي منه بما يقول، تجده يتحدث في اعتداد كاذب بإن ما يقوله هو حصيلة قراءات كثيرة، و إن هذا هو مجهود السنين، و هو لن يسمح لأحد أن يأخذ مجهوده، لتكتشف في النهاية أن مصادره ليست إلا هشيم الكتب، و سقطات المؤلفين، و أنه لا ينتقي إلا ما يحرق دمك و يشعرك بالعجز ..

ثم إذ أنت رأيته في محفل علمي يضمه إلى جانب قامات عملاقة حقًا و صدقًا وجدته يرتجف كالفرخ المبتل لا يقوى على الحديث في حضورهم، يتلعثم في الحديث و تبدو عليه أمارات الجهل إذا ما سُلط عليه نور العلم و الحقيقة، مهين و لا يكاد يبين ..

ثم إذ أنت فعلت مثلي، و قررت أن الوقت قد حان كي تحصل على العلم كما ينبغي لك حتى تكون شيئًا ذا بال و قيمة، وجدته يناطحك و يناصبك العداء الصريح الواضح الذي لا لبس فيه و لا تورية، و تجد جملاً و عبارات لا تخرج إلا بين الأنداد و الأعداء تتهاوى على مسامعك لا تدري أأنت تسمعها أم يخيل لك ذلك أم أنك تهذي، تجد "ابقوا خلوا اللي بتعملوه ينفعكوا" و "حتشوفوا" و "و حياة أمي اللي حيدخل لي في الجزئية دي و ما يجاوبش لأكون مسقطه" و "أغبيا" و "الحشرة الحمرا اللي سايبة المحاضرة و ماشية ورا دي" و غيرها مما تحتاج لقائمة من المطاط كي تستوعبه ..

ثم إذ أنت أدرت الأمر في رأسك وجدت عجبًا؛ فلا هو أعطاك من العلم ما ينفعك، و لا أنت سلمت من لسانه إذ استسلمت لما يقول، فتهوي عليك عبارات السباب و التقريع و اللوم و توصف بالكسل و الخمول و الركون إلى "المعلومة التي تأتي بالملعقة"، و لا سلمت من تشكيكه إذا ما انطلقت في أمهات الكتب تبحث و تقرأ، فتسمعه يتحدث عن المرجع الفلاني بإنه ضعيف، و الكتاب الفلاني بإنه غير واضح و غير محدث و قديم، و لا أنت سلمت من لسان الناس إذ يجدونك على هذه الصورة المخزية من الجهل، أو الجهل الذي يرتدي ثوب العلم، و الذي – كي تزداد الأمور سوءًا فوق سوء – يبدو مضبوطًا عليك تمامًا، فينخدع الناس بك ..

تتعجب إذ ترى أن من يفترض فيهم أن العلم قد هذبهم قد استحالوا به لونًا من حثالة البشر لا مثيل له، فهو الوجيه الصعلوك، الذي تُحنى له الهامات و القامات، لكنه في نهاية الأمر لا يساوي جناح بعوضة، و هو في الوقت ذاته من يتحكم في مصيرك و مستقبلك، و بيده تلك الورقة الخرقاء البالية التي تقول إنك مشهود لك بدراسة الطب و يحق لك أن تمارسه على أجساد العباد، و هو في الوقت ذاته يناصبك العداء لسبب مجهول ..

و كثيرًا ما فكرت في هذه العداوة التي لا تبدو مبررة، و لا يظهر لها أي سبب مقنع أو حتى خوارقي، ثم ركنت بعد تفكير طويل إلى أن الله يبتلينا بمجموعة من العصابيين الذهانيين، مرضى النفوس و القلوب، المسلطين علينا، كي نتطهر مما أذنبنا في حق العباد و رب العباد، و بقدر ما أراحني هذا التفسير، إذ فيه في النهاية فائدة لي كي ألقى الله و قد تطهرت مما اقترفت في حياتي، إلا أنني أصبت بالرعب، إذ أدركت أنه وفقًا لهذا التفسير، فإنني لم أفعل حسنة واحدة في حياتي !

طريق العلم هو طريق حرب، لكنه في مصر طريق استشهاد !

11.1.11

كما انا

لو أن الحب يباع ويشترى..

لن اشتريه ...

لو أنه بالشعر يرتجى..

لن ارتجيه ...

لن اسأله ...

ليس لي غير قلبي..

رأس مال ..

أبذله ....

لن اساوم على هويتي ..

من أكون ..

ومن أنا ..

الحب ان تقبلني ..

كما اكون ....

الحب حرفين ..

لكنه..

اكبر من كلمة " أنا"

اكبر من " أنا اريد "

ما احببتني لو قلت..

" احبك..

ولكن كن شخصا جديد ...

كما اريد "

فلست افضل من احبك ..

ولن اكون..

ولست اول من احبك ..

ولن اكون ..

الاخير ...

ولست اطلب الكثير ..

أحبيني بلاشروط ..

بلا قيود ..

كما احبك ِ.

عندها..

سيكون شعري كله ..

لكِ.....

ملكي كله ..

سيكون ملككِ

شيئا رخيصا..

لا يساوي حبك .....
لكنني..
لن اشتريه..

ولن اطلبه ..

ولو بالشعر احصل عليه

لن اكتبه ....


عبدالرحمن كمال

11/1/2011

9.1.11

أزمة ثلث العمر

عجيب أمر الانسان .. في يوم يشعر إنه ملك الدنيا .. اكثرها موهبة .. احّدها ذكاءا .. اوسعها معرفة .. ارقها طبعا .. واكثرها رومانسية ... وفي يوم يحس إنه لاشيء .. وأن كبرياءه مبالغ فيه .. وان ثقة في نفسه لا تستحق كل هذه الضجة .. تظن هذا مَرَضيا ؟ فكر ستجد نفسك خضت خلال هذا الامر على الاقل مرة في حياتك ؟

أنا عارف حتقول إيه .. إني مازلت صغير جدا على ازمة منتصف العمر .. ولكن ما لاحظته إن هناك اناس كثيرون يمرون بنفس الاعراض في نفس السن و نفس الاعراض .. اقترح تسمية المتلازمة دي أزمة ثلث العمر .. دي بتحصل عموما في الاشخاص ذوي معدل الذكاء فوق 120 " ذوي الاحتياجات الخاصة" وذوي الاحتياجات هم من يطمحون دوما الي تحقيق الذات بلا توقف .. قدرة لا مثيل لها على جلد الذات ولابد من تلبية الاحتياجات بإنجاز ما من حين إلى آخر.. وكلما زاد ذكاءك زادت معاناتك و بدات اسرع في الاعراض .. الاعراض دي بقى بتتلخص في حنق على الذات .. المعرفة رويدا رويدا أن احلامك الوردية بدأت تبهت تدريجيا تحت وطأة الواقع القاسي الامبالي بك .. تبدأ ببطئ ومرارة تشعر بنفس الشعور الحائر للعلماء قديما عندما بدءوا في الشك أن الكون لا يدور حول الارض وأن الشمس لا تدور حول الارض تبدا أنت تعي تدريجيا أن الكون لا يدور حول الارض ولا الارض تدور حولك وأن احدا لايأبه بك اكثر من نفسك و في بعض الاحيان تبدا تشعر بالخيانة من نفسك ذاتها .. كيف خنت نفسك ؟ لماذا عجزت عن وضعك على اول الطريق الذي اتفقتم عليه ؟

- الم يكن غرورك يصور لك إنك أعظم بني أدم واطيبهم وارقهم وممكن اذكاهم ؟

- نعم ومازل الحق يقال

- طب فين ده على ارض الواقع ؟

-..........

الاجابة على السؤال في الحوار الطفولي ده هي البوابة التي يعبر منها الشخص من المراهقة إلى النضج .. من الغضب على الحياة إلى الاستمتاع بها ..

من الانسياق وراء ضغط الاقران " peer pressure " إلى العزلة ومنها إلى الاختلاط بهم مع عدم الانصياع إلى ما لا يناسبك ..

هو ما يقودك من احساس من الاكتئاب المتقطع .. عدم الرضى عن النفس او الرضى الشديد .. ما يعبر بك هو ... لأ أدعي إني توصلت لإجابة قاطعة واضحة جلية جميلة كالشمس .. لا ادعي إني توصلت إلى الحقيقة الكاملة . ولكن وصلت لبعض الاجابات التي فرجت عني بعض شظايا هذه الازمة ..

بعض الاجابات لذوي الاحتياجات الخاصة من امثالي .. إنه الله قسم الارزاق بين الناس ليس فقط في المال ولكن في العلم و الجمال و الطباع والعقل والفهم والقدرات الفردية لحكمة يعلمها وحده لا تبدوا ظاهرة لك ولكنها موجوده في كثير من الاحيان لا تبدو عادلة .. أيضا بعض مما اراح بالي إن كثيرا ممن اراهم يمرون بنفس الاعراض هم في الحقيقة من اكثر الناس قدرة و قابيلة واكثرهم إنجازا ولكنها فقط نفس تواقة للأفضل .. إذن ليس الامر فقط ان الانسان خذل نفسه لو قعدت به همته عن حلمه .. ربما هو يفعل ما لا يرى و لديه ما لا يرى ..

بعض هذه الاجابات في معرفة أن ليس كامل السعادة ان تكون مبهرا للناس .. اجتماعي تتبع الموجة .. كثير الخروج ولكن بعضا من العزلة يفيد ترجع بعده بشخصية مستقلة لا تقلد هذا او ذاك في شيء صح او خطأ حتى تكون لك قناعاتك الشخصية .. متى طورت شخصية تفكر بذاتها ولنفسها ولا تدع أحدأ آخر يفكر لك فهذا شق من النضج لا بأس به ..

لقد استغرقني الامر أشهرا لكي ادرك اني في مشكلة أصلا ولم ولن يستطيع احد مساعدتي في إيجاد أي إجابة لأسئلتي .. .. ولن يستطيع احد مساعدتك .. كل من قال لي انت عظيم انت موهوب انت تستجق الافضل انت اجمل إنسان لم يساعدني لأني كذب علي وعلى نفسه.. هي لجة علينا جميعا ان نعبرها بنفسنا على قواربنا الخاصة .. لنصل لشطوط نحن نحددها .. فلن يعبر معك أحد ولا ينبغي لأحد ان يحدد لك اين ترسو ....

عبدالرحمن كمال

14/8/2010

3.1.11

الوصايا الألف .. العشر التاسعة

أوصيك يا هذا وصية فاقد الشيء، الذي هو - حتمًا - لن يعطيه ..

الوصية الحادية و الثمانون: على الناس وزر ما جنت أيديهم، لا ما جنت يداك
الوصية الثانية و الثمانون: نصيحة سوء تقال بلطف، تغلب نصيحة حق تقال بفظاظة
الوصية الثالثة و الثمانون: كثرة التوهم تزيد الهم، و تجلب الغم، و لا تزيدك في الحق شيئًا
الوصية الرابعة و الثمانون: إذا سألت الله فلا تسأله المال الوفير، بل اسأله مالاً لا يتقاتل الناس من بعدك عليه
الوصية الخامسة و الثمانون: مَن أكثر اللوم تصيّد الناس هفواته
الوصية السادسة و الثمانون: توقع الأسوأ من الناس دومًا، و لن تجد سواه منهم
الوصية السابعة و الثمانون: لا يوجد مَن يَعدَمُ الوسيلة
الوصية الثامنة و الثمانون: ستكتشف مع الوقت أن الاعتراف بالخطأ ليس أقل أهمية من تفادي الوقوع فيه
الوصية التاسعة و الثمانون: أن تصر على أن يكون رأيك هو الرأي الأوحد، فذلك يصنع الأعداء أسرع من رصاصات البندقية
الوصية التسعون: أن تلاحظ فهذا نصف الطريق إلى الحقيقة .. النصف الآخر أن تعمل بما لاحظت

و إن كان لنا في العمر بقية، فعشرة كل حين ..

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar