28.11.08

الذهب الأحمر - الفصل الثاني

أطلق الحاجب عقيرته مفسحًا الطريق:
- الأمير را-هيمين بن الملك با-هيب صاحب ممكلة النازوم ..
و بينما هو يتلكم، تقدم را وسط نبلاء إقليم الشمال متجهًا نحو الملك تارام، الذي مد يده علي سبيل التحية برا، فالتقطها الأخير و أنحني انحناءة خفيفة و قال:
- تحيات لك و سلام من أبي صاحب مملكة النازوم يا جلالة الملك ..
رفع تارام يد را، و رفع را معها وجهه، و أشار له بالجلوس فيما قال:
- تحيات مقبولة و سلام دائم يا سمو الأمير .. رياح خير أهلت بك علينا بكل تأكيد ..
- و هل غير الخير بين الحلفاء ؟
ثم أشار بيده إلي تابعه الذي دخل القصر معه، فانحني مستأذنًا ثم عاد بعد لحظة يتبعه عدد من الخدم يحملون صندوقًا بدا ثقيلاً، ساروا به حتي وضعوه أمام الملك، و هنا قال را:
- لو يتفضل جلالة الملك فيقبل الهدية ..
أشار الملك للخدم بسبابته أن يرفعوا الغطاء، فرفعوه ليتراجع الملك من الدهشة و الانبهار ..
هبط را تلك الدرجات القليلة التي تفصله عن الصندوق و مد يده و أخرج ما فيه لتخرج صيحات الانبهار و الإعجاب من النبلاء الحاضرين مجلس الملك ..
كان سيفًا من الذهب الخالص مرصعًا بمجموعة من أنفس ما يمكن أن يوجد من كريم الأحجار، إلا أن عظم القيمة لم يكن هو المبهر، بقدر ما كان هذا التكوين الذي كان عليه السيف، و هذه الزخرفة المعجزة علي نصله، و توزيع الأحجار عليه بصورة جعلته آية في الجمال، و التي لم تكن لتخرج إلا علي يد صانع السيوف الأول في مملكة النازوم ماف-نين ..
قدمه را قائلاً:
- من حليفكم يا جلالة الملك ..
لثانية أو اثنتين لم يتحرك تارام، إذ ألجمه الانبهار الذي أثلج صدر را، و جعله يتيقن أن الحديث و التفاوض مع الملك الآن صار أسهل .. حمل تارام السيف عن را، و بهدوء أعطاه لكاتم السر ليودعه الخزانة الملكية فيما كانت كل العيون معلقة به، بما فيها عيناه هو شخصيًا ..
مال را إلي تارام قائلاً:
- لو يأذن جلالة الملك أن أحدثه علي انفراد ..
نظر إليه تارام مخمنًا السبب، و بإشارة من يده خرج النبلاء واحدًا إثر الآخر فيما بقي كاتم السر، فنظر را إلي تارام كأنه يقول: "و هذا أيضًا جلالتك .."، فقال الملك:
- ني هو كاتم السر .. ليس هناك من اجتماع ملكي لا يحضره ..
تنحنح را و هم بالحديث لولا أن بادره تارام قائلاً:
- أري الأمر جللاً يا سمو الأمير ..
- هو كذلك حقًا .. لنقل أنه تبادل للمنافع ..
- بأي صورة ؟
اعتدل را في جلسته و أخذ نفسًا عميقًا يعينه علي الحديث ثم قال:
- لا يخفي علي جلالتكم أن الهوبوز يهجمون مرة تلو الأخري كأنما هم سيل لا ينقطع ..
و كأنما أطلق را بركانًا بداخله، قال تارام:
- بل هم جحيم لا ينقطع .. يتكاثرون كالأبالسة و يهجمون كالشياطين .. عليهم لعنات الآباء و الأجداد إلي يوم يفنون ..
شعر را بالراحة من حديث الملك إذ أحس بصدق توقعات والده، و أن تارام لن يستغرق وقتًا طويلاً حتي يوافق ..
قال را:
- نحن أيضًا نعاني من هجمات الهوبوز .. لذلك نعرض صفقة مربحة لكلينا .. فيلق من جيش جلالتكم و فيلق من جيشنا بقيادة مشتركة و تمويل مشترك .. و عرض تجاري مغر أيضًا ..
لم يتحدث تارام، بل أخذ يداعب ذقنه بطرف سبابته، ثم قال:
- سأتحدث بصراحة يا سمو الأمير .. إن كلمة دمج فيلقين لهي كلمة صيغت بذكاء .. فيالقنا مائة ألف راجل و خمسون ألف فارس .. فيالقكم نصف هذا العدد .. ألا تري أنكم تأخذون منا رجالاً بأكثر مما تعطون ؟
- و لهذا نقدم عرضًا تجاريًا ..
- و ما هو ؟
- إقليم الشمال فقير في الأخشاب، و تستوردون معظم احتياجاتكم من الخارج .. سنوفر لكم الأخشاب بثلاثمائة كرونك للكانو، أي ما يوازي خمسمائة بولدو، و هو أقل من نصف ما يمكن أن تدفعوه في أي صفقة تعقدونها ..
قام تارام عن مجلسه و ذرع المجلس ذهابًا و إيابًا، و قد منع را أن يقف لوقوفه، و بعد لحظات قال:
- عرض مغر، و أنا موافق ..
شعر را بقلبه يخفق بعنف خفقة ارتج لها جسده قبل أن يستعيد رباطة جأشه .. شعر بسعادة لأن نجاحه كان بهذه السهولة و من المرة الأولي، و الذي يبدو أنه جاء هكذا فقط لأن تارام قد انكوي بنار الهوبوز حتي احترق، و أنه في حاجة فعلية للمدد ..
- و لكن ..
قالها تارام ليهبط قلب را في قدميه، ثم تابع:
- و لكن لدي عرض أفضل من صفقة الأخشاب ..
لم يتوقع أن يعرض تارام صفقة بديلة، و ليس لديه معلومات تمكنه من أن يفاوض بصورة مربحة، لكنه انتظر حتي يعلن تارام عرضه، ثم يفكر كيف المخرج ..
- و ما هو يا جلالة الملك ؟
- إنه عرض زواج .. موافق شريطة أن تتزوج أنت من ابنتي كارين ..
و أسقط في يده ..

عصفور

عصفور
أنا كل يوم أصبح ..
على ..
صوت عصفور .
ينادي ...
كل يوم ... خله .
ويناجي ...
في الهوى ... ضله .
يبتدي نهاره بشوق ...
ينتهي نهاره بنار .
***
عصفوري ...
كل يوم ... يبحث ..
عن الأسباب .
وخيال مقاتة ..
مقيت ..
يمقت الأغراب .
يكره قلوب الطير ..
ويفرق الأحباب.
واللي يقفشة بيعشق ...
ينهي حياته بعار .
***
وانا كل يوم أصبح
على صوت عصفور ..
يبتدي نهاره بشوق ...
ينتهي نهاره بنار .
***
عصفوري ..
كل يوم .. يهاتي ..
في جوف ليله .
صاحي ..
يمرن ..
في الغزل .. ديله .
عشان ما يصبح ..
واقف على حيله ..
يبحث من جديد .
ويشكي لربه قلة الأعمار.
***
وانا كل يوم أصبح
على صوت عصفور ..
يبتدي نهاره بشوق ...
ينتهي نهاره بنار .
****
عصفوري..
كل يوم...
يطارده الخيال.
يجري .. ويهرب .. وعارف ...
إن هربه .. محال .
لكن في عز الهرب ..
قلبه اضطرب .....
وقف ينادي ..
يمكن ..
تسمع الموال .
ودايما فاكرها ..
مهما طاردته أخطار ..
***
وانا كل يوم أصبح
على صوت عصفور ..
يبتدي نهاره بشوق ...
ينتهي نهاره بنار .
***
عصفوري ..
يوم سمعته .. خلته ..
وردت .
معرفش هوه ..
إن كانت ..
قبلته ..
ولا .. ليه ..
صدت .
خاف يطير إليها ..
ليجلب سيء الاخبار .
***
وانا كل يوم أصبح
على صوت عصفور ..
يبتدي نهاره بشوق ...
ينتهي نهاره بنار .
***
بكى الصغير من الفزع ..
لكن في النهاية ..
نفض خوفه من رفضها ..
واندفع .
في نص الطريق ..
شخط الخيال ..
مين هناك ..
طارت بعيد ..
سقط الصغير من الجزع ..
منهار !
***
وانا كل يوم أصبح
على صوت عصفور ..
يبتدي نهاره بشوق ...
ينتهي نهاره بنار .
***
وأنا كنت فاكر ..
إن .. أنا ..
أجدع .
وكل يوم .. أنادي ..
بصوت مغرور .
لكن ما لقيت حبيب ..
يسمع .
والتقيتني .. أنا .. العصفور !
أنادي كل يوم ... خلي .
واناجي في الهوى .. ضلي .
أبتدي نهاري .. بشوق ..
ينتهي نهاري بنار .
عبدالرحمن كمال
12 نوفمبر 2008

23.11.08

بلد الدخان الهابط إلي أسفل - الفصل الرابع/الجزء الثاني


الفصل الرابع - عسل و علقم

تمطأ محمود متثاءبًا بعنف، فليلته كانت مرهقة رغم كل ما فيها .. نظر بجانبه فلم يجد سامية .. أطلق أنفه فاشتمت رائحة بيض يُقلي، فقال و قد بدا الضيق علي وجهه:
- ليه كده يا سمسم .. قلت لك بحبه مسلوق ..
تمطأ مرة ثانية و هو يقوم عن السرير مرتديًا "الشبشب أبو وردة"، الذي اشتراه هكذا خصيصًا ليذكره بوالده، الذي لطالما صنع لوحات مميزة بهذا الشبشب في أماكن متفرقة من جسده يعتبر قفاه أخفها وطأة و أكثرها مناسبة للذكر، و رغم هذا فلم يكنّ له إلا كل الحب، بالرغم من عنفه الذي يقول عنه دومًا "العنف الحنون"، الذي كان بالفعل يعبر عن عاطفة ليس لها حدود ..
فرك عيناه محاولاً استيضاح ملامح الحجرة التي كانت تموج في ضباب النوم و الصباح و عماص عينه الذي يكفي لصنع تمثال بالحجم الطبيعي لفيل إفريقي ! .. وصل إلي المطبخ قائلاً وسط تثاؤبه:
- صباح الخير يا سامية .. إزيك ؟
التفت إليه التفاتة سريعة عادت بعدها إلي صينية "حلاوة الدقيق" التي كانت تصنعها قبل أن ترد:
- صباح النور يا حبيبي .. نمت كويس ؟
قطعت تثاؤبه ضحكة خرجت كأنها طلقة من مسدسه الميري، و قال:
- بمب .. ما نمتش أحسن من كده من اتنين و أربعين سنة ..
ظهرت علي وجهها حمرة الخجل، و غيرت الموضوع بسرعة قائلة:
- تحب الشاي علي طول و لا بعد الفطار ؟
- لا بعد الفطار .. النهار ده نوبتجيتي بليل .. الوقت معانا براح ..
تركها و دخل الحمام ليتوضأ ثم يصلي، بينما ركزت انتباهها كله في إعداد الإفطار، و إن لم تستطع أن تحول فكرها عما حدث في الفترة السابقة .. هي تعلم أن زواجها لم و لن يكون عاديًا، فهي تشعر دومًا أنها تزوجت بقتل خميس .. تشعر أنها تزوجت محمود لتقتل به خميس، رغم أنه لا أحد من حقه أن يحاسبها علي طموحاتها في أن تتزوج من شخص تشعر معه أنها تشرفت بالزواج منه .. ثم إن عيد زواجها ارتبط للأبد بوفاته .. حتي و هو يموت لم يشأ أن يتركها .. يا للأقدار !
بدأت في تحويل الأطباق إلي طاولة الطعام شاعرة بوقع أقدام محمود خلفها، الذي جلس علي المائدة في انتظارها، ليبدأ في وضع أول لقمة في فيه بعد أن جلست، لكنها كانت لقمة لم تكتب له، إذ رن جرس الهاتف قاطعًا الصمت و الشاعرية بصورة مزعجة جعلته يتأفف و هو يقوم ليرد علي الهاتف، و قد منع سامية من أن ترد عليه، إذ شعر بالخطورة من وراءه، واضعًا في ذهنه أن مصيبة قد حدثت في العمل، و هو و إن أصاب في أنها مصيبة، لكنه أخطأ في المكان ..
لم يكد يرفع السماعة حتي أتته صرخة انتفض لها، و انتفضت لانتفاضته سامية، قبل أن يستجمع نفسه و يتكلم:
- مين معايا ؟
- محمود .. الحقني يا محمود ..
و أكملت المتحدثة الصراخ قبل أن يسألها:
- فيه إيه يا درية ؟ إنتي بتولدي ..
- الواد حينزل .. شعبان في الشغل و قافل الموبايل .. آه ..
- أنا جاي حالاً .. امسكي نفسك ..
وضع السماعة متجهًا كالطلقة إلي حجرته ليرتدي ملابسه قائلاً:
- أختك بتولد .. البسي بسرعة ..
تراجعت سامية كأنما صدمها الخبر الذي جاء علي حين غرة، إذ كانت درية في منتصف الشهر السابع، لذا كانت ولادتها مفاجئة بحق، لكنها انتشلت نفسها من صدمتها و ذهبت من فورها لترتدي ملابسها علي عجل في حين كان محمود قد انتهي من ارتداء حذائه، و لما وجدها ستأخره قال:
- ابقي حصليني .. البنية بتتقطع هناك ..
و انطلق من فوره ناهبًا درجات السلم فيما تعجلت هي في ارتداء ملابسها لتلحق به و تركب معه السيارة، التي كان التعبير الأدق لوصفها هو أنها "تطير طيرانًا منخفضًا" ..
و رغم أن منزله يقع في الشاطبي، و منزل درية في سبورتنج، إلا إنه استطاع - ربما لأن الوقت كان مبكرًا بما يكفي - أن يصل في عشر دقائق لم تتخط بالتأكيد حاجز الخمسة عشر .. كان يلهث من فرط الانفعال، إذ جاءه صراخ درية مريعًا ينبئ عن آلام شديدة لا تحتمل، لذا كان يتحرك كأنما وصل بمولد كهربي، و لذا استطاع أن ينزل بها من شقتها في الطابق السادس إلي سيارته التي ترك سامية فيها في أقل من عشر دقائق لينطلق مرة أخري إلي الشاطبي حيث مستشفي الأطفال الأشهر في الإسكندرية ..
و خلال الطريق لم تكف سامية عن طلب شعبان علي الهاتف المحمول الذي كأنما يتعمد توريطهم فيصر علي أن يظل مغلقًا، لكنه تفضل بعد عذاب و سُعُر أن يدوي بجرس لم يطل ليأتي بعده صوت شعبان:
- السلام عليكم ..
- و عليكم السلام .. سيب اللي في إيدك و حصلنا علي الشاطبي .. درية بتولد ..
جاءه صراخ درية الأسطوري ليجعله ينتبه إلي أن الأمر أخطر من مجرد ولادة مبكرة، إذ تبدو مبكرة و متعسرة تعسر رجال الأعمال في سداد ديونهم للبنوك، و هو ما جعله يرد باقتضاب لا يخلو من توتر:
- أنا جاي حالاً .. كلموا الدكتور عبد الفتاح ..
لم يكن هناك جدوي فعلية من هذه التوصية، إذ قام محمود بالفعل بالاتصال بالدكتور عبد الفتاح صالح طبيب أمراض النساء و التوليد و الذي يعمل في مستشفي الشاطبي، و هو الذي خرج محمود و محمد شعبان للنور علي يديه، و قد تولدت ألفة و ما يشبه الصداقة بينه و بين شعبان و درية، ما جعله أول من يتبادر إلي ذهنه - شعبان - عندما علم أن زوجته ستلد و أنها في طريقها لمستشفي الشاطبي ..
عبر محمود بوابة المستشفي و قد أغلق الخط مع عبد الفتاح لتوه، و الذي أخبره أنه متواجد في العيادة الخارجية، لكنه سيأتي حالاً لعنبر الولادة ليري درية، التي لم تكف عن الصراخ لحظة، و كأن الطفل علي عنق الرحم أو قد خرج بالفعل ..
فيما هي داخلة راقدة علي "التروللي" قابل محمود و سامية سعد، والدها، و رغم أن الموقف لا يحتمل التوقف للدهشة، إلا أنهما بالفعل لم يتمالكا نفسيهما، خصوصًا و أنه لا درية قد اتصلت به تخبره بأنها تلد، و لا شعبان قد فعل، لكنهما تجاوزا هذه النقطة سريعًا عندما رأيا عبد الفتاح مرتديًا زي العمليات منتظرًا درية التي كانت هي الأخري تطير طيرانًا منخفضًا ..
- أهلاً و سهلاً يا عمي .. أخبارك إيه ..
- طمني يا بني الأول .. درية كويسة ..
- إن شاء الله حتبقي كويسة يا بابا .. دكتور عبد الفتاح هو اللي حيولدها ..
لم يجب والدها أو يرد بشيء، بل نظر بشيء من القلق - الغريب بالنسبة لثالث ولادة - نحو الباب الزجاجي الكبير "وحدة العمليات .. ممنوع الدخول لغير العاملين" ..
- بس غريبة يا عمي إنك جيت مع إن ما حدش قال لك ..
- إيش أدراك ..
جاء رده غريبًا ساهمًا و نظرة شرود تصبغ عينيه، فلم يشأ محمود أو سامية أن يعاودا الحديث - رغم قلقهما - منتظرين خروج درية بالسلامة، أو خروج الطبيب مبتسمًا تلك الابتسامة العذبة التي تجعلك تطمئن له من أول نظرة ..
و بينما الترقب و القلق كأنهما رداءان قد كسوا ثلاثتهم من أعلاهم لأسفلهم، إذا بصرخة تشق طول الوحدة، كأنها تصدر من حلق شاب في العشرين لا من طفل في أول ثلاثين ثانية من حياته .. !
و كأنما هو جبل كان علي صدر سعد، تنفس والدها الصعداء و هو يري عبد الفتاح يخرج كأن البدر قد أضاء وجهه، و هو يقول:
- أنتوا أكلتوا عليّ حلاوة القمرين اللي فاتوا .. بس القمر ده مش حاسيب حقي فيه .. مبارك عليكم جميعًا ..
- و درية ؟
- بمب .. بسم الله ما شاء الله يا حاج بنتك حمالة قسيّة .. رغم إن الولادة متعسرة و قبل ميعادها لكن الحمد لله قدرنا نخلصها كلها طبيعي من غير فتح ..
و استئذن في الانصراف لكنه رجع ليقول:
- بالمناسبة .. طبعًا الولد ابن ستة و نص، لذا لازم حيقعد في الحضّانة شوية ..نصيحة شوفوا له مكان تاني لأن المستشفي هنا ما تسرش لا عدو و لا حبيب .. و بالمناسبة، تقدروا تشوفوا مدام درية لما يبلغوكوا إنها وصلت العنبر ..
- إن شاء الله يا دكتور .. ألف شكر ..
و انصرف، فيما توجه الثلاثة نحو شعبان الذي أتي جريًا فيما يبدو من لهاثه و كان أول سؤال:
- إيه الأخبار ؟ .. طمنوني ..
- التالتة تابتة يا حلو ..
قالها محمود و هو يشد علي يد شعبان الذي اتسعت ابتسامته، و ما هي إلا قمة جبل الثلج الذي يرقص في داخله سعادة و فرحة، لكنه سرعان ما ارتسمت علي وجهه علامات القلق و هو يسأل:
- و درية ؟ .. دول ست شهور و نص ..
- دكتور عبد الفتاح بيقول إنها كويسة، و كلها شوية التعب بتاع الولادة و تبقي كويسة .. لما يبلغونا إنها وصلت العنبر نقدر نشوفها ..
أتاهم سعد الذي كان يسأل عن وحدة المبتسرين، و التي قادهم إليها ليروا الطفل الذي أخذ شهرين و نصف علاوة علي عمره بمجيئه المبكر هذا !
بينما هم في الطريق همس محمود في أذن سامية:
- أبوكي ماله ؟ .. في حاجة مش طبيعية ..
- مش عارفة، بس أكيد حنعرف .. أبويا ما بيعرفشي يخبي كتير ..
في الوقت نفسه كان حديث هامس بين سعد و شعبان:
- بص يا بني .. عاوز تشوف لي الولد علي كتفه اليمين من ورا وحمة حمرا و لا لأ ..
- هو علي ضهره وحمة ؟
- علمي علمك .. أنا أصلاً ما شفتوش .. بس بص عليه و قل لي، يطمن قلبك ربنا ..
لم يرد، لكنه هز كتفه بمعني "عجبًا"، لكن "عجبا" الحقيقة ارتسمت علي وجهه عندما خرج من وحدة المبتسرين ليطمأنهم ..
قال:
- عرفت منين يا عمي ؟
- يعني موجودة ..
- أيوه .. بس مادام ما شفتوش، عرفت منين ؟
- هو إيه ده اللي عرفه منين ؟ .. ما تفكوا الألغاز دية ..
قالتها سامية و هي محتارة فيما يقوله كلاهما، لكن حيرتها تلاشت مع تعبير الهلع الذي ارتسم علي وجهها و هي تري والدها يقع مغشيًا عليه بين يديها ..
***
يمكنك أن تعرف أين زكريا إذا عرفت في أي يوم من أيام الأسبوع أنت و في أي ساعة، لأنه يسير علي جدول دقيق كأنه التزام عسكري بالنسبة له، و ما دام اليوم هو الاثنين و الوقت ظهرًا، لذا يمكننا التخمين بأنه آت من "العامود" بعد أن زار والدته و ذاهب إلي عيادته في كفر عبده ..
كان يزورها كل اثنين في تلك الأيام الخوالي التي كانت فيها بيننا علي الأرض، و عندما اختارها الله لينتهي أجلها منذ ثلاث سنوات ظل محافظًا علي نفس الموعد من كل أسبوع، لكن مع تغيير مكان الزيارة ليس إلا .. و رغم أنها سنوات ثلاث، إلا أنك تستطيع أن تكتشف بسهولة أنه لم ينسها و لن ينساها .. هناك دومًا هذه الدمعة التي تجري و تفر بالرغم منه كلما زار قبرها، و التي تجبره أن يرتدي نظارة شمسية حتي لا يري أحد ما يجري، لأنه في النهاية خجل يمشي علي قدمين، أو لنكن أدق انطواء يمشي علي قدمين ..
شق صدور المئات، و حاضر أمام الآلاف، و سافر بلدانًا لم يعد يحصي أسماءها من كثرتها، لكنك ببساطة تستطيع أن تؤكد أنه منطوٍ، لا يحب الحديث كثيرًا عما بداخله، بل لا يحبه إطلاقًا إلا في أضيق الحدود، و إذا تحدث فبأعقد ألفاظ الضاد و أشد تراكيبها غموضًا .. عندما كان شابًا في بداية حياته الجامعية و مع انبهاره باللغة اللاتينية قرر أن يتعلمها، و قد فعلها و أصبح يحمل شهادة معتمدة بإجادته لللاتينية .. الغريب أنه لم يفعل هذا لشيء إلا لـ "يبعبع" بما في جوفه - علي حد تعبيره - دون أن يفهمه أحد ..
ركن سيارته بسهولة، فهو لا يخشي ألا يجد مكانًا، لأنه محفوظ في هذا المرأب أسفل البناية التي فيها عيادته .. أغلق كل شيء، بما فيه لطيفة التي كانت تصدح "حبك عادي" و صعد و ما زال اللحن يتردد في أذنه مع صفيره المنتظم .. هو و محمود مشهود لهما بالأذن التي تعشق الموسيقي، فهو بمفرده يمتلك مكتبة من الموسيقي الصافية التي قلما تجدها عند أي أحد، و ليس ينافسه في هذا سوي محمود، الذي وجد معه في الشبكة العنكبوتية كنزًا عملاقًا بكل ما تحمله الكلمة من معني ..
صعد الدرجات القليلة إلي الطابق الخامس بخفة متحمسة، و دخل مباشرة إلي حجرته من باب جانبي يوصله بها دون أن يمر بالمرضي و ازدحامهم، كي يظل حتي أول مريض صافي الذهن، ما لم يعكر صفوه شيء من البداية قبل أن يأتي العيادة، و حتي في هذه الحالة، فهو يقلل احتمالية زيادة توتره بابتعاده عن الاحتكاك معهم قبل أن يبدأ العمل .. خلع معطفه و وضعه في مكانه فيما امتدت يسراه لتضغط زرًا في المكتب أتي حنفي علي إثره فبادره قائلاً:
- السلام عليكم يا رئيس باشتمرجية إسكندرية .. ها، إيه الأخبار ؟
- و عليكم السلام .. نحمده يا دكتور ..
- في حد بره ؟
- لسه الحجوزات ما جتش .. بس في مدام كبيرة و آنسة صغيرة بيقولوا إنهم واخدين ميعاد من حضرتك بس مش لاقي اسمهم في الأجندة عندي ..
- اسمها إيه ؟
- مدام إنعام يا فندم ..
قطّب حاجبيه محاولاً تذكر الاسم، فبادره حنفي ببقيته:
- مدام إنعام السويركي ..
قال و كأنما يتذكر الاسم من مجاهل كالهاري:
- يااه .. دخلها طبعًا ..
تحدثت إليه في لحظة منسية من عمره و هو يوشك أن يدخل في سبات عميق، لذلك لم يكن غريبًا أن يطير الاسم من رأسه، و ربما لولا "السويركي" هذه لما تذكرها أصلاً، هذا بالإضافة إلي أنها اتصلت يوم الخميس، و قد مر يومي السبت و الأحد دون أن تأتي، و هذا ما أطارها فعليًا من رأسه ..
دخلا بينما كان منهمكًا في بعض الأوراق الخاصة بالجامعة، و عندما نطقا التحية رفع رأسه كي يرد:
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. اتفضلوا ..
لكنه في الواقع استغرق وقتًا أطول من اللازم كي يفيق من الصدمة التي تلقاها لتوه عندما نظر إليهما، فقد وجد سيدة في الخمسين أو هي تقترب من الستين من عمرها، وقور و تبدو عليها سمات الارستقراطية، و وجد أن الآنسة الصغيرة هي بعينها سارة ! ..
استغرق وقتًا جعل حملقته تثير الدهشة و الشك، و لولا أنه تمالك نفسه و عاود النظر إلي الأوراق قائلاً:
- ثواني و أكون معاكم ..
لوقع في مأزق حقيقي ..
كان ما تبادر إلي ذهنه لحظتها هو هل تتذكر هي شيئًا، و إن تذكرت، فكيف ستكون المعاملة ؟ .. أنهي ما في يده من أوراق، و إن كان لم يضع فيها نقطة حبر، بل اتخذها ذريعة ليستعيد رباطة جأشه التي انحلت و تبعثر معها توازنه، ففي النهاية لم يتوقع أن يصطدم بها بعد هذه الفترة البسيطة، بل لم يتوقع أن يصطدم بها علي الإطلاق ..
تنحنح ثم قال:
- آسف علي الانتظار، بس شوية أوراق لازم تخلص قبل ما أنساها .. أهلا بيكي يا افندم ..
- الله يخليك، و آسفة علي إزعاجي لحضرتك يوم الخميس، بس كنت فاكراك إجازة زي كل الدكاترة ..
- و لا يهمك، لو محتاجاني في أي وقت .. علي الرحب و السعة دايمًا ..
- الله يخليك ..
أزاح الأوراق جانبًا و أخرج مفكرة صغيرة، أتي فيها علي أول صفحة بيضاء و كتب التاريخ و الاسم بسرعة فيما سألها:
- ها، قول لي يا ستي .. خير إن شاء الله ؟
- حكم السن بقي يا دكتور ..
- ما تقوليش كده .. أنتي لسه شباب ..
كان يحاول جاهدًا أن يركز في ما تقوله حتي يعطي تشخيصًا صحيحًا، رغم أن سارة الجالسة أمامه كانت كالمواد الكاوية، تجعله في حالة عدم استقرار، و كلما التقط كلمة مفتاحية في التشخيص ليكتبها في مفكرته إذا بها تطير منه، و بالكاد استطاع أن يجمع ما يستطيع به أن يعطي تشخيصًا سليمًا، و هو بالطبع يوقن أنه فقط الكثير أثناء شروده و عدم تركيزه هذا ..
كانت تعاني من ضيق كلاسيكي في الشرايين التاجية، و حسب وصفها، فإن الحل الأمثل لها هو جراحة ترقيع للشريان المصاب، و الذي ضُج بالشكوي التي طالت ..
قال:
- حضرتك استشرتي دكتور قبل كده، أو دخلتي مستشفي نتيجة نوبة من نوبات التعب الشديدة دي قبل كده ؟
- لا .. هي في الفترة الأخير بقت عنيفة، و ما بقتشي أقدر أعمل مجهود زي ربع الأول حتي، لكن قبل كده .. لا، ما رحتش لحد .. هي الحالة خطيرة و لا إيه ؟
تراجع في مقعده استعدادًا لشرح قد يطول:
- لا لا، بسيطة إن شاء الله .. حضرتك عارفة طبعًا إن الـ ..
و بدأ في إلقاء محاضرة مصغرة عن القلب و الشرايين التاجية، و كيف أن أحد الشرايين نتيجة الضغط المرتفع أو مرض السكر المصابة بهما قد ضاق تجويفه و لم يعد يمد القلب بما يكفي من غذاء، ما يجعله لا يتحمل أي مجهود زائد، و كلما تقدم الأمر زاد الضيق، و قد يصل للإنغلاق الكامل الذي قد يتسبب في النهاية في ذبحة صدرية و موت جزء من عضلة القلب ..
- و علشان نتأكد، حاطلب من حضرتك فحوصات بسيطة و أشعة تعمليها، و علي أساسها نقرر حنعمل إيه إن شاء المولي ..
- و لازم آجي ؟
- بالتحاليل ؟ ... لا لا، ممكن أي حد يجيبهم .. لكن ممكن طبعًا أطلبك مرة تانية اتآنس بيكي و افحصك بناءً علي اللي النتايج و نقرر حنعمل إيه إن شاء الله ..
- ألف شكر يا دكتور .. و آسفة علي تعبك ..
- أنتوا جايين من عند الحبايب .. محمود ده عشرة عمر .. ابقي وصلي له السلام ..
- إن شاء الله .. استئذن أنا ..
- اتفضلي ..
و فيما هما خارجتان شعر بالدهشة، إذ لم تتفوه سارة بكلمة، بل كانت تنتقل بنظراتها بين والدتها و بينه و تومئ هنا و هناك، أو تحملق فيه و هو يتحدث كأنها تحاول التركيز، لكنها لم تتفوه بكلمة، و لا حتي التحية، دخولاً أو خروجًا، لكن دهشته لم تكن بالتأكيد هي الشعور الوحيد الذي اكتنفه ..
شعر بالحيرة أمام تخبطه و صدمته، و لماذا فعل فيه مرآها كل هذا رغم أنه موقف عابر و مخجل لو أردنا التعبير الأوقع و الأصدق .. هل أحبها ؟ لا، دعونا لا نبالغ، لنقل هل أعجب بها ؟ .. و ما هو هذا الموقف الذي حدث حتي يشعل فتيل مثل هذا الشعور ؟
وصل تفكيره لهذه النقطة فابتسم ابتسامة ساخرة و قال:
- منك لله يا سمعة .. كله منك .. ما كنت دخلت الحمام التاني علي طول .. لازم الخوتة يعني ؟
دخل حنفي ليخبره أن المرضي بدأوا في التوافد، ففرقع رقبته و قال:
- يالا يا وحش .. استعنا ع الشقا بالله ..
و بدأ يومًا آخر من أيامه التي يتصل فيها الكشف حتي يقضم ظهره ..
***


17.11.08

بالإجبار


اكتشفت مؤخرًا أن نصف ما فعلته أو أفعله في حياتي هو بالإجبار، و أن النصف الآخر بالاضطرار .. أما ما اختاره فعلاً فهو هل أُجبر أم اُضطر ؟!
أنا هنا لا أناقش قضية هل الإنسان مخير أم مسير، فهي أعقد و أكبر من أن تحتويها تدوينة، خاصة لو كانت المدونة باسم تهييسة .. لكنه مجرد رصد .. كشف حال تمغة كما يقولون و لو أني لا أدري ما دخل التمغة في الموضوع ..
أول ما اجبرت عليه هو أنني ولدت لأبي و أمي، و الحق أقول هو أنني - لو وهبت الاختيار - لكان لي شأن آخر، لكنه شيء بالإجبار .. ثم إنني - وهذه حقيقة لا ألوي عنقها - دفعت دفعًا كي أصبح بدينًا علي طريقة "سيب الواد يتغذي .. ده لسه صغير"، و هو ما أوصلني للمعاناة بأن أصبح علي شفا حفرة من مرض السكر و ارتفاع الضغط المزمن و تصلب الشرايين - و لست أبالغ - و لم أزل بعد تحت العشرين ..
و ماذا بعد ؟ .. تسلسل أحداث حياتي لا أستطيع أن أصفه بأنه كان بالإجبار أو الاضطرار لحظة الحدث، لكنني اكتشف بعد فترة أنه لم يكن من الممكن ألا أفعل سوي هذا .. مدرستي الابتدائية التي التحقت بها، لم التحق بها إلا لسببين ليس لي فيهما يد .. أن أخي قد التحق بها، و بهذا أكون معه في نفس المدرسة، و أنها قريبة من منزلنا .. و رغم أنها ليست بهذا السوء، لكنها أيضًا لم تكن بهذا الحسن ..
و حتي لا أكون ظالمًا أو متجنيًا، أو سوداويًا، فليس الأمر كله فوق أم رأسي كالمطارق، بل إن بعضه لو لم يكن بالإجبار لما استطعت أن استمر، و أبسط مثال هو ما تقرأونه الآن .. أنا لم اختر أن أوهب القدرة علي الكتابة، لكنني أًعطيتها و لولاها حقًا "لطغشقت من زمان" ..

و بعيدًا عن قصة حياتي البائسة التي لا تهم الكثيرين، لأن كل منا فيه ما يكفيه، فلتر ما حولك لتكتشف هذا ..
صناديق القمامة التي لا تجدها - و يا عجبًا - إلا مع الكناسين ساعة تجميع القمامة، و أين كانت من قبل ؟ .. لست تدري و لن تدري، و تجد أنك مجبر أن تكون "معفنًا" و تلقي القمامة في عرض الطريق - في أحسن الأحوال - بدلاً من أن ينقلب منزلك إلي مقلب ..
إشارات المرور التي لا يحترمها أحد لتجد أن السائقين يسابقونك باعتبارك - و هذه حقيقة علمية اكتشفتهتها العبقرية المصرية - أسرع من السيارة بنسبة 1 إلي 25 .. تجد نفسك مجبرًا أن تعبر الطريق في مسارات حلزونية كالدجاجة الدائخة التي يجري ورائها الفرارجي بالساطور ..
الطاخ طاخ طك طك طك طك طك المتواصلة طوال النهار من جيرانك الذين يصلحون سباكة الحمام إلي البناية التي سترتفع لتسد عنك الماء و الهواء و النور و .. و ..
أنت مجبر هنا و مجبر هناك و مجبر هنالك و مجبر في كل ظروف المكان التي تعرفها في اللغة العربية .. هل اخترت مما سبق شيء ؟ .. هل اخترت أن تصبح "معفنًا" بمعني الكلمة ؟ .. هل اخترت أن تجري في الشارع كالأبله ؟ .. هل اخترت أن تصرخ ؟
أنت مجبر علي نصف أفعالك و مضطر في النصف الآخر، و لن تكون مخيرًا - صدقني - إلا إذا أوجدت لحياتك نصفًا ثالثًا ..

13.11.08

انتخبـــــــــوني

أنا مرشح عن و من الشعب
حكيم و ف عز شبابي
زيكم عايش في الغلب
و ادي برنامجي الانتخابي

حاخلي التعليم ببلاش
و حاشغل العاطلين
و كمان حاخلي اللحمة
تنزل ضمن التموين

و حاخلي الدولة تدي
لعيالكم المصروف
و لكل محدود دخل
في عيد الأضحى خروف

و حاعدل في الدستور
و حأخلص ع الفساد
و حاكشف المستور
حأظهر الحق يا ولاد

و جوازكم بكره يكون
على نفقة الدولة
و علاجكم برضه كمان
ما انتم من غيركم أولى

و لكل شاب شقة
ف قلب العاصمة
حيعمل ديكورها مهندس
على احدث الانظمة

حنحدث القطورات
و ننهض بالنقل العام
و حاخلى الاتوبيس
زي التاكسي تمام

حاخلي الركوب مجاني
و لكل مواطن كرسيه
و ما عادش حد يعاني
و لا توجعه رجليه

حاخلي العدس أبو جبة
الكيلو بربع جنيه
أما العدس العريان
فحتاخدوا فلوس عليه

حندعم الفلاح
و نرخص المبيدات
حنخليه ف الزرعة الواحدة
يكسب الألوفات

أما العامل ف المصنع
حنشيله جوه عنينا
و أكله و نومه و شربه
و لبسه كمان علينا

أما التاجر فبراحته
ما احنا حنلغي الضرايب
ده نظام مش جايب همه
فاشل من يومه و خايب

أما بناة بلدنا
أصحاب الأعمال الحرة
حيعيشوا ف نغنغه
و حينسوا العيشه المرة

و باذن الله حكومتي
حتعمل شبكة محمول
ببلاش عشان خاطر
تتكلموا على طول

عيالكم حيبقوا مشاهير
و حيلعبوا في الزمالك
و ان زهق عنده الأهلي
و المصري ان عاز يشارك

و هنكسب كاس العالم
أما في الاولومبياد
فمن كتر ميدالياتنا
حنخزنهم ف استاد

حنبقى دولة عظمى
و حيبقى عندنا نووي
و اللي يعوز خدمه
حيلاقي حضني أبوي

أنتخبوا حبيبكم مرشح
جلاد قاسي فراج
و ان كنتش تعرف تقرا
علم على الكرباج


*بقلم/أحمد حبيبة

7.11.08

مدرسة ........ العسكرية للفائقين




هذا الفيديو التقطه أحد زملائي عندما كنا في الصف الثالث الثانوي .. كانت الفسحة و كانت مسخرة
و سلم لي ع التعليم

و للسادة أعداء الفلاش بلاير
نزلوه من هنا و اخلصوا

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar