قِفا نبكِ من ذكرى طبيبٍ أهطلِ
برأسِ الغبا، حيثُ الدماغُ سَبَهْللي
حيثُ الزعطُ نهجٌ، و التفكيرُ جريمةٌ
كلـما استفاقَ المرءُ منها تدهولِ
و لقد دخلتُها و الدماغ ُ شُرُمْ بُرُمْ
و خرجتُ منها و الدماغُ ترللّي
فإذا فتحتَ الرؤوسَ تبحثُ كُـنْهَهُ
ما وجدتَ غيرَ أنَّ الدماغَ تخللِّ
و لكثرةِ ما زُعطتُ فيهـا كـأنني
كـرهتُ يومَ كان فيها مُدْخَلي
شكـوتُ الأهلَ كثـرةَ هَرْسِـهم
فـقَالوا ألم تخترْ ؟ فاكْرَعْ دُبّلي
و نظرتُ وجوهَ القومِ حـولي فـ
ـهم يرونَ الدنيا ظلامًا فُحْقُلي
فـمنّا اللاسـعون و منا دونَ ذلك
و منّا ذو التـهييسِ الفذِّ الفُللي
كنـتُ أحسـبُ الطبَّ يومَ دخلتُه
لـطـريقِ المجـدِ، زعـمًا، يُذَللِّ
فـوجـدتُ أنه قد هَرَسَني و شوى
مني القفـا، و كـلُّ طريقٍ تزلزلِ
قــلـتُ إن الخِـطْءَ مـني، إنـني
دخلتُها و رضيتُ الدماغَ يُشخللِ
فوجـدتُ أن ألفًـا و مئاتٍ أربعٍ
مثلي، يقـولـون مـثـل تـقوُلّي
مِـكَرٍّ مِـفَرٍّ مُقبِـلٍ مُدبِـرٍ مـعًا
كخازوقِ طبٍ خرّمَ الرأسَ من علِ
مع الاعتذار لامرؤ القيس !