و بعد شيء من التفكير وجدت أن الأمر لا يتعلق بالجدار في حد ذاته، و لا بالحصار و لا الدك و العجن و السحل الذي يلقاه إخواننا في غزة ..
فلا عيب و لا خجل
ما الجديد في ما يفعله الصهاينة ؟ .. لا شيء .. هم يفعلون الشيء نفسه منذ عام 1948 .. لكن الأمر ذاته يأخذ بعدًا مفجعًا عندما تقوم به مصر، أو أي دولة عربية أخرى من أولئك الذين أزعجونا ليل نهار بالحديث عن العروبة و الإسلام و القضية و الأرض التي لن تكون إلا لنا .. شيء يدعوك أن تغمس نفسك حتى النخاع في أنقى صور الشعور بالخزي و العار ..
و مع إنطلاق ذلك الأسطول البحري الذي تزعمت قيادته تركيا، شعرت بمزيد من الخزي أنني أنتمي - حسب الأوراق الرسمية، لا حسب قلبي و ما فيه - إلى هذا النظام الذي باع الأرض سحتًا و أكل ثمنها ..
البعض يقول إنْ هي إلا "حركات دعاية" يقوم بها النظام التركي، ليجمع حوله الأتباع .. هل عشرة آلاف طن من المواد الغذائية و المساعدات "حركات دعاية" ؟! .. لو كانت كذلك فمرحبًا بهذه الحركات ..
ما فعلته قوات الكيان الصهيوني من اعتداء ليس جديدًا، و لا يدعو لشيء من الدهشة أو الشعور بالغيظ، لكن موقفنا نحن - و نحن تشملنا نحن الشعوب التي تنعت نفسها بالمستضعفة المغلوبة على أمرها - هو الذي يستوجب أن نحرق أنفسنا أحياء، فأولئك الذين هم أبعد ما يكون عن خط النار و المواجهة - الأتراك - فعلوا ما لم نفكر فيه نحن، و نحن في المواجهة كأقرب ما يكون ..
قبل أن أنهي، تذكرت ما فعلنا بجورج جالاوي و قافلته شريان الحياة و المنع و الضرب و السحل .. ألا يذكركم هذا بشيء يحدث الآن في عرض البحر ؟