31.5.10

الحرية


عندما كتبت في هذا الموضع مقالاً عن الجدار الذي شيدته مصر لعزل و حصار غزة، بحجة إغلاق الأنفاق، ظللت اسأل نفسي: لم كل هذا الهياج من أجل جدار أقامه حفنة من الأوباش، بينما الكيان الصهيوني نفسه يدك غزة ليل نهار ؟!
و بعد شيء من التفكير وجدت أن الأمر لا يتعلق بالجدار في حد ذاته، و لا بالحصار و لا الدك و العجن و السحل الذي يلقاه إخواننا في غزة ..
فإذا العيب كان من أهله
فلا عيب و لا خجل
و هذا هو بيت القصيد؛ إذ من المفترض من مصر - الشقيقة الكبرى للعرب كما يدعي أولو الطول عندنا - أن تدعم، و تؤيد، و تساند لا أن تحاصر و تقتل ..
ما الجديد في ما يفعله الصهاينة ؟ .. لا شيء .. هم يفعلون الشيء نفسه منذ عام 1948 .. لكن الأمر ذاته يأخذ بعدًا مفجعًا عندما تقوم به مصر، أو أي دولة عربية أخرى من أولئك الذين أزعجونا ليل نهار بالحديث عن العروبة و الإسلام و القضية و الأرض التي لن تكون إلا لنا .. شيء يدعوك أن تغمس نفسك حتى النخاع في أنقى صور الشعور بالخزي و العار ..
و مع إنطلاق ذلك الأسطول البحري الذي تزعمت قيادته تركيا، شعرت بمزيد من الخزي أنني أنتمي - حسب الأوراق الرسمية، لا حسب قلبي و ما فيه - إلى هذا النظام الذي باع الأرض سحتًا و أكل ثمنها ..
البعض يقول إنْ هي إلا "حركات دعاية" يقوم بها النظام التركي، ليجمع حوله الأتباع .. هل عشرة آلاف طن من المواد الغذائية و المساعدات "حركات دعاية" ؟! .. لو كانت كذلك فمرحبًا بهذه الحركات ..
ما فعلته قوات الكيان الصهيوني من اعتداء ليس جديدًا، و لا يدعو لشيء من الدهشة أو الشعور بالغيظ، لكن موقفنا نحن - و نحن تشملنا نحن الشعوب التي تنعت نفسها بالمستضعفة المغلوبة على أمرها - هو الذي يستوجب أن نحرق أنفسنا أحياء، فأولئك الذين هم أبعد ما يكون عن خط النار و المواجهة - الأتراك - فعلوا ما لم نفكر فيه نحن، و نحن في المواجهة كأقرب ما يكون ..
قبل أن أنهي، تذكرت ما فعلنا بجورج جالاوي و قافلته شريان الحياة و المنع و الضرب و السحل .. ألا يذكركم هذا بشيء يحدث الآن في عرض البحر ؟





هناك 3 تعليقات:

Yahya Agent يقول...

أنا لم أعجب من موقف إسرائيل .. فهي لم تأتي بجديد .. و لم أعجب أيضا ممن هم فوق كراسي بلداننا .. فهم أيضا لم يأتوا بجديد .. و لم أعجب من موقف شعوبنا .. فهي لم يأتي بجديد ..

و لن أعجب لموقف تركيا فهي لم تأتي بجديد ..

إسرائيل : تقتل و تدمر > لم تأتي بجديد
حكامنا : ينددون > لم يأتوا بجديد
شعوبنا : ساكتون > لم يأتوا بجديد
تركيا : تقول بالفم الواسع و بشجاعة واضحة فكوا الحصار عن غزة قولا و فعلا > لم تأتي بجديد .. هؤلاء هم الرجال حقا
أليس رجب طيب أردوغان هو من شتم بيريز على الهواء مباشرة و ترك القاعة بينما عمرو موسى جالس لا فرق بينه و بين كرسيه الذي جلس عليه ؟؟


لماذا نستعجب من كل طبيعي .. من كل بديهي .. من كل شيء مسلم به ؟؟

إذا أردنا العجب فعلا .. فلنغير واقنا المرير .. و لنتذكر : أُكلتُ يوم أكل الثور الأبيض

محمد الكناني يقول...

لولا مصر ما قامت الامه العربيه لكن للاسف في الحقبه الزمنيه الاخير - التلاتين عام بتوع الباشا- مصر باااالغت في تقزيم نفسها بحجج الامن الداخلي والاستهداف والكلام الفارغ ده

كلامك في المقال حلو جدا وعاجبني وزي ما قلت هوا ده الحال وكلها كام يوم والناس هتنسي

اتمني ان التاريخ لما يجي يكتب كمان 100 سنه عن مصر يفتكر ان كان فيها ناس كويسه مش كلها خونه وناس باعت الارض بالناس الي عليها

لا اله الا الله

حامد اسماعيل يقول...


انا لم عرفت اللي حصل اتنرفزت واتعاصب لكن مبانش عليا اي ملامح غضب لان عارف انهم أحقر بكتير مما احنا متخيلين .. وبرده اتذكرت قافلة شيريان الحياة لكن الحل فين ... الحل مش هيجي غير لم نكون اصحاب نظرة ان العالم كله يبص لنا مصر والعرب اننا ناس محترمين ولها قيمة وكرامه ويكون لنا قيمة اقتصادية ودا مش هيحصل والفساد مالي البلاد العربية الفساد والانظمة الظالمة والحكومات الغبية ... ومع كل دا فالله يكون في عون اهل غزة والله ينتقم من كل من فرط في تراب البلد وساعد اليهود علي انهم يدوسوا علي كرامتنا

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar