قد غدوتُ بهواكِ من اشد الثملِ
و هل يملكُ الثملُ على الخمرِ اصطبارًا
أو هل يملكُ الاهُ على كاسٍ مؤجلِ
أنا منذُ هويتكِ و اقبل الجنونُ
بحبكِ، و انقضى زمنُ التعقلِ
أيا معرضةً عني كفاكِ جفاءًا
و على محبٍ كسيرِ القلبِ أقبلي
ولا تعرضي عنهُ ، فان حالهُ
قد رقَّ له قلبُ كلِ متأملِ
اذا كنتِ اخترتِ النايَ طولهُ
فقبلَ أن تنأيّ ، أرجوكِ تمهلي
أخبركِ بما في القلبِ من هوى
و غرامٍ تاللهِ انهُ لمزلزلي
قالت ترنو الي بنظرةِ اسى
و الدمعُ في الماقي كم هو قاتلي
أتذكرُ ذا اليومَ وقتَ حديثنا
اذ قلتَ لي : معذبتي ، أقللي
قلتُ : أذاكَ يجعلكِ مني غضبَى
قالت : و ما يُغضِبني الا ما قلتَ لي
ان كان لا يلزَمكَ حبي فلِمَ
الى أن أعطيكهُ أطلتَ التوسُلِ
قلتُ: تاللهِ لو علمتِ ما كان
قصدي ما كنتِ ابدا من عذلي
لقد احببتكِ حتى فاضت جوانحي
حبا به عما سواهُ تشاغلي
و وددت لو أبوحُ بحديثِ الفؤادِ لكِ
و كانَ خوفي من رفضكِ مُقاتلي
حتى عجزتُ عن الكتمانِ أفصحتُ
عما بقلبٍ بحبك موَّكلِ
فلما رايتُ بسمةً اضائت وجـ
ـهكِ و بحبكِ الخفيّ قد بحتِ لي
و اخذتِ تخبريني عن طولِ ما
كنتِ تحبيني ، فنفذ تحمُّلي
و خشيتُ أن يكونَ حلمًا عابرًا
أصحو فلا أجدُ بشيءٍ تعللي
و خشيتُ أن يكونَ حقا ما حدث
فيشغلني عن ذا النعيم ِتساؤلي
" أحلمٌ أم حقٌ؟ " ، فقصدتُ أن
أقولُ تمهلي ، و نطقتُ أقللي
كنت أريدُ التيقنَ مما سمعتُ
و خشيتُ الاعراضَ عنكِ يا بلبلي
رفعت راسها المطرَقا ، و كفكفت
دموعها ، و ابتسمت في تدللِ
و قالت لي : أحبكَ، فرددتُ: و كذا
أنا ، حبيبتي .. عشت لي