8.6.10

جهاز ضغط و سماعة - الحلقة الرابعة عشرة


لن أكتب ها هنا كما اعتدت، بل سأترك الصورة تتحدث، لأنها أبلغ من كل ما سأقول ..
الصورة حتمًا أبلغ من كل وصف يمكن أن أصف به تلك العقلية المهترئة التي تجبر الجيل القادم من الأطباء أن يكره حياته - لا مهنته فحسب - من فرط ما تحشوها بتفاهات ليس لها معنى و لا فائدة ..

الصورة حتمًا أبلغ من كل وصف يمكن أن أصف به تلك السادية العجيبة التي يتمتع بها أولئك المسمون زورًا - إلا قلة منهم - بأساتذة الجامعة .. حملة مشعل العلم في مصر، الذي يتضح مع الوقت أنه مطفأ، لأن الغاز يصدر إلى جارتنا الحبيبة الودودة الطيبة إسرائيل ..

الصورة حتمًا أبلغ من كل وصف يمكن أن أصف به هذا الكم البشع من الهراء الذي لا يمكن أن يتحمله ابن آدم، لكننا - كطلبة نطلب العلم الذي مجد منه صدودًا مستمرًا - مجبرون على تحمله و تحمل كل ما يترتب عليه من أمراض قلما تجد طبيبًا خرج إلى الدنيا دونها .. يكفي الرجال سقوط شعرهم، و يكفي النساء ذهاب جمالهن ..

الصورة حتمًا أبلغ من كل وصف يمكن أن أصف به تلك الكيفية و القدرة التي ليس لها حدود، و التي تدهشني يومًا بعد يوم، على إيجاد مبررات منطقية للهراء و العبث، بحيث يطرد طالب من لجنة الامتحان قبل تمام وقته، فيحصل على الدرجة النهائية، و التعليل: ابن دكتور ..

الصورة حتمًا أبلغ من كل وصف يمكن أن أصف به ذلك الشعور المؤسف الذي أصبح ملازمًا لأغلبنا - طلبة و طالبات .. شعور بالاحباط و الاكتئاب و الرغبة في التخلص من الحياة، و ربما لا يمنعنا من هذا إلا شيء من الإيمان بالله، و نعمة أنعم الله بها علينا : الأصدقاء و رفقاء الكفاح ..

الصورة حتمًا أبلغ من كل وصف يمكن أن أصف به كل ما يجري، لأن ما يجري لا يوصف .. لا تنتظروا من أطباء درسوا بهذه الطريقة أن يخرجوا إلى العالم يعالجون و يداوون، بل إن الطبيب الذي يصور مريضاته في أوضاع يندى لها الجبين يبدو هو المنتج الوحيد الذي يقبله العقل و المنطق لنظام تعليمي كهذا ..

لن أكتب كما اعتدت، فالصورة تتحدث أبلغ من كل ما سأقول ..





هناك تعليق واحد:

أبــــو ضـــيــاء يقول...

قول يا رب ... الدنيا فيها خوازيق اكبر من ده ... انت بس اصبر على رزقك :*

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar