لم أكن يومًا من هواة قراءة القصص القصيرة، أو من هواة المغامرة بالقراءة لمؤلف لا أعرفه، خاصة لو سبق قصته نقد من عينة "إشكاليات الصراع" و "مضامين الحداثة" و "ازدواجية الأنا" و هذا الحديث المقعر الذي لا أدري من أي جحيم يأتي به هؤلاء النقاد، لكن القصة على أية حال جذبتني، و قرأتها حتى النهاية، لا لشيء إلا - ربما - لأنها مست شيئًا في قلبي ..
في البدء كنت أبكي .. لست أكذب لو قلت إنني كنت استشعر شيئًا عجيبًا كلما بكيت .. شعور بالهم ينزاح عن صدرك، أو كأن روحك تسمو فوق هذه المآسي التي تراها صغيرة، أو كأن دموعك - و التعبير ليس لي - تغسلك كلك جملة و تفصيلاً ..
في البدء كنت أبكي، ثم تحت ضغط هذه العبارة الجوفاء العرجاء الخرقاء - الرجل لا يبكي - أخذت القدرة على البكاء داخلي تتضاءل .. لم أعد أبكي إلا إذا كان الهم ثقيلاً جدًا جدًا، ثم لم أعد أبكي إلا لآلام الجسد، ثم لم تعد تبكيني إلا شرائح البصل !
أحيانًا أشعر أنني فقدت كنزًا عظيمًا .. أحيانًا تعتريني لحظات يقصم الهم فيها ظهري - و من منا لا يمر بتلكم اللحظات - و أشعر أنني أريد لدموعي ألا تقف، فلا أستطيع ..
أحيانًا أرى رؤى و أحلامًا لا أحتملها .. استرجع ذكريات لست أدري كيف طاب لنفسي أن تفقدها .. أمر بمواقف أحصر فيها حصرًا، و أرغب في أن أخفف عن نفسي شيئًا من كل هذا بالبكاء .. فلا أستطيع !
الحقيقة التي أيقنتها و أدركتها، أنك قد تجد ألف طريقة تفرغ بها ما بداخلك، لكن .. ليس شيءٌ كالبكا
هناك 3 تعليقات:
يابنى الدموع هى السائل الذى يجلب لنفوسنا الراحة كما يجلب الدم لأجسادنا الغذاء.......لا تحرم نفسك متعة البكا بحجة أن البكا للنساء
"الرجال لا يبكون"
مقولة فى قمة الغباء
كلنا بشر .. و ما دام فى إحساس فالبكاء رد فعل طبيعى جداً
المشكلة انك تبقى مبتقدرش تبكى فعلاً حتى لو عايز ..
ربنا يسعدك :)
جميل يا عبده :)
أنا كمان قابلت كلمة (الرجالة ما بتعيطش) كتير و أنا صغير... لكن عاوز أقول حاجة؛
الرجالة ما بتعيطش قدام الناس... بمعنى إن الراجل لازم يكون متماسك قدام أصعب الظروف... للأسف احنا ترجمناها على أساس ان الراجل مش المفروض يحس بآلام حد...
البطل في القصة فقد القدرة على الإشفاق على الآخرين لدرجة إن لما والده مات ما قدرش يتعاطف مع الموقف... و بالتأكيد بطلنا برضه لا يشعر بالشفقة لرؤية إنسان عاجز أو فقير
و دا لأن الدنيا قتلت فينا العاطفة
تحياتي يا عبود و متألق دائما إن شاء الله :)
إرسال تعليق