رغم إن عدد مشاهدي القناة لا يتجاوز عدد معدي البرامج فيها بالإضافة إلى ضيوفها، إلا أن لذة الشعور بالظهور على الشاشة الفضية الصغيرة ليس لها مثيل .. ليس لدي الكثير لأقوله، اللهم إلا دعوتي إياكم أن تشاركونا هذه اللذة علّ هذا يجعلها أضعافًا مضاعفة ..
24.9.10
إحنا ع التلافزيون يا رجالة !
رغم إن عدد مشاهدي القناة لا يتجاوز عدد معدي البرامج فيها بالإضافة إلى ضيوفها، إلا أن لذة الشعور بالظهور على الشاشة الفضية الصغيرة ليس لها مثيل .. ليس لدي الكثير لأقوله، اللهم إلا دعوتي إياكم أن تشاركونا هذه اللذة علّ هذا يجعلها أضعافًا مضاعفة ..
23.9.10
أكاد ابكي ، و لكن
لست أدرك ما الذي دفعني لأكتب هذا ، و لست أدري ما الذي منحني الشجاعة لأكتبه .. و لأول مرة أكتب و بداخلي أمنية أن لا أتلقى ردا .. لأن أي رد قد يؤثر في ما أفكر به ، قد يدفع قاربي باتجاه احدى تلك الامواج المتلاطمة من الأفكار التي أخذت تملأ رأسي فجأة .. بل ربما اني أكتب هذا لأني بانتظار رد يؤنبني ، أو رد يساندني .. لست ادري شيئا سوى انني أكتب هذا الان .. أفرغ شيئا فشيئا مما يمتلأ به عقلي من أفكار ، أكتب و بداخلي هذا الشعور الذي يجعلك تريد أن تبكي .. لا بكاء ألم و لا بكاء حزن ، و حتما ليس بكاء فرح و سرور .. ذلك الشعور الذي يطغى عليك و يملأ نفسك فتبكي دون أن تدرك لم تبكي ، و لم ترتاح نفسك و تشعر بانك نزعت - و لو مؤقتا - عن نفسك رداءا كان يثقل كاهليك .. بداخلي هذا الشعور و يملأني ، و لكني لا أبكي .. أنا لم أبك منذ فترة طالت حتى نسيت ما البكاء و كيف هو ، لا أعرف لهذا سببا ، ربما لم أعد أستطيع أن أبكي لأن قلبي تحجر ، و لكن اذا كان تحجر فما هذا الشعور الذي يجتاحني بين حين و اخر فيزلزلني و يكاد يبلغ عيني .. و ربما عجزي عن البكاء لأدراكي أنني لم أعد ذلك الشخص النقي الذي كنت و الذي يتحمل من الدنيا أذاها حتى لا يجد سوى البكاء مفرا ، ربما عجزي عن البكاء ليس عجزا في حقيقته و انما عو عدم رغبة في البكاء ، لأنني ان بكيت فقد ضعفت .. و نفسي تنكر هذا الضعف و تأباه ، اما لأنها لا تزال على نحو ما تلك النفس جميلة الصفات التي عرفتها يوما ما فتخشى أن تضعف فتتحول عما هي عليه الى وحشية العالم الذي يحيط بها ، و اما ان هذا الضعف هو ندم عما أصبحت عليه بعد انقلابها الى أنانية مفرطة و تبلد احساس ، و هذا الندم سيذكرني بما كنت عليه فأعقد المقارنات بين هذا الذي كان و ذا الذي أصبحت عليه فيزيد ألمي ، بل ربما ليس هذا أو ذاك و لكني أرفض البكاء لكي أعاقب نفسي على ما أصبحت عليه ، فالبكاء راحة .. و ذلك الذي أصبحته من وجهة نظري لا يستحق تلك الراحة و الطمأنينة .. يزيدني التفكير ألما و أكاد أختنق ، يتزايد هذا الشعور بداخلي ، يجتاحني كاعصار يهدم ما بقي من اسوار بيني و بين تلك الدموع ، و لكن ما ان تترقرق عيناي بها حتى تتجمد فجأة أو تختفي .. يهيأ الي أحيانا أنها تمتنع ، و أحيانا أخرى أني أمتعها ، يعيدني هذا للحلقة التي كنت أدور بها ، أحاول الهرب لعالم أفتراضي أجده في مشاهدة مسلسل أو فيلم ما .. أو لعبة .. أتوه في هذا العالم ناسيا أو بالأحرى متناسيا ما أنا عليه حقا ، حتى اني أكاد أبتسم ، و اما أني أجدها هي أيضا تذبل قبل أن تبلغ شفتي ، أو أجد انها تصل مكذوبة ، غير حقيقية .. ليست في صوتها أو تأثيرها كما كانت ابتساماتي أو ضحكاتي تفعل من قبل .. لا أجدها تغسل روحي من ألامها فكأنما تشرق الشمس من جديد تنير نفسي و تجهزني لاستقبال جرعات جديدة من أحزان الحياة ، أيا كان ما يحدث فان الامر ينتهي بانكار هذه البسمة ، اما انكارها حق الوجود ، و اما انكار صدقها .. و اما انكار أحقيتي بها ، فأعود الى حيث كنت ، لنفس التساؤلات مع اختلاف بسيط و هو لم لا أضحك بدلا أن كان لم لا أبك ، أعجز؟ أرفض بداخلي؟ أعقاب لنفسي ؟ تتسارع الأفكار فلا أجد الا مهربا واحدا .. هو أن أدع كل هذا خلفي ، فلا أفكر فيه ، و أن أتعلم كيف أتظاهر ، أتظاهر بالضحك عندما يتطلب الموقف هذا ، و أتظاهر أيضا بالحزن عندما يكون الموقف حزينا .. مع الوقت أبرع في هذا التظاهر حتى اني أبدا بالتظاهر بمشاعر أخرى ، شيئا فشيئا أتحول الى انسان قادر على التعبير عن جميع المشاعر دون أن يشعر بها في الحقيقة ، و كأن لي مجموعة من الأقنعة ، كل يلائم موقفا .. أضعها عند الحاجة و أنزعها اذا ما انتهيت من حاجتي اليها ، يزداد الامر سوءا ، فبينما أستعمل هذه الاقنعة واحدا تلو الأخر ، أكتشف أني فقدت وجهي ، و أني حتى اذا حدث فيما ندر أن شعرت بشيء فلا أستطيع التعبير عنه ، فأضطر لأستعارة الاقنعة أستر بها وجهي ، أو بالأصح أستبدل بها وجهي الذي فقدت .. يزداد سخطي على ما وصلت اليه و على أقنعتي فتبدأ اقنعتي بالسخط على بدورها و الرحيل عني ، فأجد نفسي حتى و ان أحسست بشيء بما تبقى من ادميتي و استعرت قناعا لأعبر به عما أشعر به ، يزول القناع سريعا .. فربما قال صديق لي شيئا أضحكني و ابدأ بالضحك ، و فجأة تلتصق شفتاي و يتجمد وجهي و كانما تجمد ذلك الاحساس فجأة أو كانما سقط عني قناعي فاضحا اياي ، أمل ما أصبحت عليه ، و اذكر نفسي التي كنتها ، كالطفل البريء لا يغش و لا ينافق ، ما تراه الاعين هو انعكاس لما بداخلها .. يعود الشعور و يغمرني أكثر و تعود الدمعة تحاول ان تمر لتنهي صراعي فلا يحدث و أعود للتفكير ، و كأني أعيد ما كتبت ، و هكذا دواليك حتى أفكر أنه ماذا لو مت ، أتخيل ما سيقول الناس عني ، هل سيذكروني بالخير ، تجيبني نفسي بنعم و لا ، و كلاهما يزيدني رغبة في البكاء .. نعم تبكيني لأني أدرك في قرارة نفسي أنني لا أستحق بكاءهم ، و أني خدعت حتى أولئك الذين أحبوني و لطالما اهتموا لأمري بأقنعتي الزائفة .. أما لا فتبكيني لأني أدرك أني أستحق هذا العقاب على الطريق الذي سلكت لأنتهي بفقداني لي ، أريد أن أبكي ، و الموت أشد ما يبكي المرء ، فما بالك اذا كان موتي أنا .. ولكني لازلت لا أستطيع ، أحاول أن أتغاضى عن الأمر بالضحك فلا أستطيع ، أفكر مرة اخرى ، و اخرى ، و أخرى .. و بداخلي بكاء أبكم ، ونحيب صامت ، و دموع تموت قبل ميلادها ، و على وجهي بقايا أقنعة بالية قد افتضح أمرها .. لأنظر في المراة فلا أجد أحدا .. فأحزن و أبدأ مرة أخرى بالتفكير ..
13.9.10
سواد قدام
لأ مش باهلفط بالكلام
10.9.10
أحلام الفتى الدائخ - الحلم الثامن
هذا واحد من الأحلام التي تمنيت كثيرًا أن استيقظ فلا أكملها، لكنني على العكس من البعض الذين يدّعون استطاعتهم إنهاء الحلم في منتصفه إذا لم يعجبهم .. أنا على العكس منهم؛ إذ لا استطيع إلا أن أكمله و لا استيثقظ إلا إذا انتهى أو أيقظني مؤثر خارجي ..
بداية الحلم كانت شخصية، و مترتبة على آخر ما تحدثنا فيه أنا و أسرتي قبل أن أنام .. حديث عن قطعة أرض من ميراث جدي يرحمه الله و صراع مرير بين الوارثين من أجل لا شيء و بلا داع سوى جشع الإنسان اللامحدود للمال و رغبة البعض و عشقهم لأكل المال الحرام ..
كنت أقف كواحد من الوارثين مع بقيتهم على قطعة الأرض المتنازع عليها .. كنا واقفين بجمود و في أوضاع مسرحية، و لو شئت الدقة لقلت إننا كنا نقف كأننا سنلتقط صورة لملصق فيلم سينمائي من فئة أفلام الحروب والأساطير، حيث تُلتقط الصورة من زاوية سفلية تعطي إحساسًا بعظم الحجم، و بالتالي عظم المكانة، بالإضافة إلى قليل من الدوران اليسير يمنة أو يسرة و رفع الرأس لإعطاء إحساس عام بالهيبة .. كنا نقف في جمود مستفز، أدركت بعد استيقاظي أنه تعبير عن حالة اللاسلم و اللاحرب التي تحيط بهذا الإرث .. على أية حال، فجمودنا هذا لم يستمر ..
فوجئت باثنين من أصدقائي يقفان بلباس فلاحيّ - أحدهما على الأقل على قدر ما أذكر - و قد استقطعا قطعة من الأرض على شكل حرف T و يريدان أن يمداها بالماء، و لست أدري ما العلاقة، لكنني استندت إلى وجودهم لإقرار حقي المشروع في هذه الأرض، لكن الأمور سريعًا ما انقلبت بوصول فيروز - الممثلة لا المطربة - التي اكتشفت أنها كانت من أصدقاء جدي الآخر - و ليس صاحب الأرض - و قد أتت لتدلي بدلوها في الأمر بصحبة سائقها النوبي .. العجيب في الأمر أنها كانت بالأبيض و الأسود، فيما كنا جميعًا بالألوان، حتى سيارتها كانت من طراز الخمسينات على أقل تقدير ..
و على الرغم من شعوري عندما جاءت بأن الموقف قد تعقد، فإن هذا الشعور انقلب فجأة إلى الضد، لكنه لم يدم كثيرًا، إذ خيّم الليل سريعًا و لم نصل إلى شيء، و انطلقت مكتئبًا أريد أن أروّح عن نفسي ..
هنالك شارع ما، لست أدري موقعه على الأرض تحديدًا، لكنه يتكرر كثيرًا في أحلامي .. نفس التقاطع و الميدان و الإشارات المرورية، لكن ما يختلف من مرة لأخرى هي ما يحيط بهذا الشارع من مبان و عقارات .. هذه المرة كانت مساحات شاسعة من الفراغ تتناثر فيها مبان متفرقة أشبه بالقصور و المنتجعات، و لسبب ما - ربما يتعلق بالإرث - كان هذا المكان هو منطقة العجمي بالإسكندرية ..
أسير مهمومًا و الليل البهيم فوق رأسي يغلفني، و النجوم ساطعة؛ إذ لا توجد مصابيح للإضاءة إلا النذر اليسير، لكنها كافية برغم كل شيء أن أرى كل شيء بوضوح .. أسير شاعرًا ببرودة في جسدي فسرتها بسيري ليلاً مرتديًا ملابس خفيفة للغاية، و أدركت عند استيقاظي أن هذا كان بسبب تحرري من أغلب ملابسي قبل نومي، مع نسيم المروحة الممتزج بنسائم باردة آتية من الشرفة المفتوحة .. أسير و أرفع رأسي للسماء متأملاً، فأرى مذنبًا - أو هكذا ظننته في البداية - يلتمع في السماء يحيط به عدد من الشهب التي كانت تسير في مسارات دائرية كأنها تشكيل من الطائرات يؤدي عرضًا عسكريًا لا شهبًا تحترق في طبقات الجو العليا، ثم اختفى كل شيء ..
أخذت أفكر قائلاً: "عجبًا لهذا المذنب ! يقطع آلاف و ملايين الكيلومترات ثم يأتي ليحترق ها هنا، فأي أمر عجيب هذا !" .. أفكر في هذا بينما أسير متوجهًا إلى إحدى دور السينما، في سابقة لم تحدث من قبل، و لا أظنها ستحدث أبدًا .. أفكر في هذا و استمع إلى حديث اثنين حول النيازك التي ستهبط إلى الأرض، فاسترجع مشهد المذنب الذي رأيته منذ لحظات و استرجع معلوماتي عن المذنبات، لاكتشف أنهم على حق .. هذا ليس مذنبًا، بل نيزك ضخم يهبط إلينا بسرعة جنونية ..
اصبحت أمام السينما، فسمعت جلبة التفت لمصدرها لأجد أنه النيزك الذي أصبح فوق رأسي تقريبًا، فأخفضها لأجده يقع فوق السينما فيحيلها ترابًا و أنقاضًا في لحظة، و كأنها ضغط زر Delete أو ربما Shift + Delete ..
ثم توالت النيازك ..
استحالت السماء حمراء كالدم، لكنه دم قان سرعان ما اكتسى بصفرة النيران البرتقالية فأخذ طابعًا مقبضًا يشعرك بدنو أجلك .. لحظتها تمنيت بحق أن استيقظ، لكنني لم استطع .. النيازك تتوالى و الكل يجري بعيدًا عنها و عن مواقع سقوطها ..
النيازك تسقط بزاوية حادة صانعة ذيلاً عظيمًا من الدخان الأسود الممتزج ببرتقالية النيران التي تشتعل في جو السماء فيذكرك بمشهد انفجار القنابل النووية المحدودة، و الارتجاجات الأرضية تفقد الناس توازنهم فيتخبطون في جريهم الهلوع الملئ بصرخات الفزع و الرعب، بينما أجري أنا صامتًا كأنني قد أخرست ..
على غير توقع أجد أختي الصغرى تجري إلى جواري، و لا أدري تحديدًا ما أتى بها إلى هنا، لكنني آخذها في كنفي و نجري سويًا في الأرض المفتوحة منطلقين بعيدًا عن مواقع سقوط النيازك التي صنعت فوهات هائلة خلفنا جعلت الرجوع مستحيلاً .. أسمع أحدهم يقول "هرمجدون"، أو لعله نطقها بالإنجليزية Armageddon مشيرًا إلى الاعتقاد الغربي أن معركة آخر الزمان ستنتهي بكارثة تسقط فيها المذنبات تباعًا لتنهي الحياة على الأرض قبل أن تقوم القيامة .. حقيقة، و بعيدًا عن كل هذا الذي يحيط باللفظ من روايات و حكايات، فإن وقع الكلمة ممتزجًا مع ما شاهدت كان مروعًا بحق ..
على حين غرة يسقط نيزك في اتجاه معاكس لكل النيازك ليصطدم بمحطة وقود نبتت من العدم، كأنما نبتت لتصطدم بالنيزك تحديدًا، و دوى انفجار مروع ليجد الجميع - بما فيهم أنا و أختي - أننا قد حوصرنا بين السقوط المتوالي للنيازك و بين هذا الانفجار الذي أطح بمقدمة الصفوف الهاربة ..
وجدت نفسي دون وعي أعلق على سقوط هذا النيزك خارج السرب: "أي سخف هذا !" .. واصلت الجري للحظات بعد أن غيرت اتجاه الركض، لكنني استيقظت و لست أدري تحديدًا إلام أنتهت الأمور، و لست أريد العودة كي أعرف ..
9.9.10
أستقــيل
فاقبلي أرجوك دون أستبيان اسبابي
لا تزيدي من عذابي
تقولين لم أحبك ، فما أقساك
و أنا حياتي في ذكراك
طفولتي هي اذا ابتسمت شفتاك
تحملان دنيا ورود بلا أشواك
و صباي ابتدا بعشقي اياك
و تمرد نبض قلبي عند لقياك
و تعثر خطاي و جمود أنفاسي
و تيهي بين ألف احساس
و تلعثم لساني اذا ما ناجاك
و رجولتي .. عرفتها في خوفي عليك
و احمرار و جنتيك
ان زل اللسان بقولي: ملاكي
و غيرتك اذا حادثت امرأة سواك
و التماع عينيك لرؤياي
و اشراقة وجهك كالنجوم للقياي
و بك عرفت أبوتي
في رعايتي لك كطفلتي
و خشيتي عليك حتى من محبتي
و افراطي في تدليلك
و سهري كي يطمئن ليلك
و اكتمال دنياي بك
أذكر كل ذا و أخشى فقدانك
فأستقيل من هواك و من حياتي
أستقيل و أعرف في الرحيل مماتي
أستقيل و أعرف اني لن انسى
و لكن الحياة دونك أقسى
من الموت على هواك