21.9.09

بلد الدخان الهابط إلى أسفل - الفصل السادس / الجزء الأول

الفصل السادس – دوائر متقاطعة

أغمض جمال عينيه في إرهاق واضح، و فرك زاويتي عينيه بعد أن خلع نظارته الطبية، و حاول الاسترخاء بعد أن أرهقه هذا العميل المستفز و كاد يورطه في جنحة سب و قذف، رغم ما يمتاز به من هدوء فطري، تمتاز به عائلته كلها، بالإضافة لما أسبغته عليه مهنة المحاماة من برود أعصاب ..
أرخي ظهره على المقعد العملاق الذي ابتاعه خصيصًا لمثل هذه المواقف، و هو يستمع لضربات حسان على لوحة المفاتيح صانعًا معزوفة شنيعة ناشزة، لكنه يحبها رغم كل هذا، فهي السبيل الوحيد لكتابة مذكراته القانونية ..
اعتدل فجأة و أمسك سماعة الهاتف و طلب رقم فاروق، و انتظر حتى أتاه صوت السكرتيرة الحسناء – دائمًا هن حسناوات، هو وحده اختار حسان بصلعته المثيرة للانتباه لأنه يريد "حمار شغل" أولاً و قبل كل شيء .. قالت:
- عيادة د. فاروق صبحي .. مين معايا يا أفندم ؟
- د. فاروق موجود ؟
- أقول له مين ؟
- قولي له جمال .. جمال المحامي ..
غابت دقائق استمع بعدها لصوت فاروق:
- يا هلا يا جيمي .. إيه الدخلة الرسمي دي ؟
- إزيك يا فاروق .. عاوزني أقول لها إيه يعني ؟ .. جيمي ؟
ضحك فاروق ثم قال:
- أنت أخبارك إيه ؟ .. لسه ماناوتش ؟
- علشان كده باتصل بيك .. مش حينفع نروح أول سبتمر زي كل سنة .. رمضان بقى ..
- و هو كذلك .. تحب ..
قطع حديثه قول جمال:
- معلش دقيقة واحدة .. هناء بتتصل ..
ثم كتم السماعة بيده، و استدار يجيب على هاتفه المحمول الذي باغته برنته تلك:
- السلام عليكم .. إزيك يا هناء ؟
- بخير .. قول لي .. أنت فين دلوقتي ؟
شيء ما في لهجتها أشعره بالقلق .. رد:
- في المكتب .. في حاجة ؟
- طب ممكن تجيلي على مستشفى السلامة الجديدة .. في الأزاريطة ..
ازداد شعوره بالقلق .. قال:
- إيه .. حمدي حصل له حاجة ؟
- لا لا لا .. حمدي بخير .. بابا هو اللي بعافية شوية ..
- خير ؟
- خير إن شاء الله .. بس هو ..
أخذت نفسًا قصيرًا كأنما تستجمع شجاعتها لتلقي له بالخبر دفعة واحدة:
- بابا عمل حادثة ..
شعر كأن قلبه يتواثب .. حادثة في السادسة و الستين .. فليدعُ الله أن يخرج أباه منها قطعة واحدة ..
قال:
- أنا جاي حالاً .. مسافة السكة ..
ثم انتقل لفاروق و قال:
- فاروق .. أنت وراك حاجة دلوقتى ؟
سمع ضحكته مع قوله:
- حنطلع ع المصيف و لا إيه ؟
- كنت عاوزك معايا في مستشفى السلامة الجديدة ..
زال الضحك من صوت فاروق و قال:
- خير ؟
- والدي عمل حادثة و لسه هناء مبلغاني دلوقتي .. حتلاقيني هناك ..
- قدامي حالتين حأخلصهم و أكون عندك ..
- بس أوعك تكلفتهم .. مالهاش لزوم السربعة ..
رغمًا عنه ضحك فاروق، و قال:
- لا، اطمّن .. اتكل أنت و أنا حأحصلك ..
وضع جمال السماعة في مكانها و استجمع شتات أمره، ثم أخرج مفاتيح حجرته و وضع هاتفه المحمول باستعجال في جيبه، ثم خرج مغلقها وراءه، و انطلق نحو الباب مباشرة، إلا أنه تذكر حسان الذي يجلس يكتب المذكرات القانونية في حجرته، فعاد و قال:
- خلص، و قفّل، و امشي ..
ثلاث كلمات قالها لخصت كل ما أراد، و الحق أنها ليست بلاغة، بل هو الموقف وحده .. لغته العربية ليست في الحضيض، لكنها من ذلك النوع الذي تضعضع من كثرة كتابة المذكرات القانونية بلغتها الملتوية ..
اعتاد كثيرًا أن يصدر مثل هذه الأوامر إلى حسان، و ربما اختاره لأنه من ذلك النوع الذي لا يسأل كثيرًا .. بالطبع لم يفته أن يغلق باب حجرته جيدًا، لأنه رغم ثقته في حسان – و إلا ما ائتمنه على أسرار مكتبه و عملائه و على مكتبه كله – لا يزال ماثلاً في ذهنه قصة صديق له، صيدلاني، سرق أحد العاملين في صيدليته أوراقًا و كشوفًا مالية، من تلك الفئة التي لا تقدم للضرائب، و الذي يعني وقوعها في أيديهم قضية تهرب ضريبي تسد عين الشمس .. المهم أن هذا الشخص سرق المستندات، من مكتب صديقه داخل الصيدلية، لأنه – صديقه – كان يتصرف بسذاجة، باعتبار أن "الدار أمان"، فإذا به يجد هذه الكارثة، و التي تبعتها أخرى في صورة محاولة ابتزاز صريحة .. الأوراق مقابل مائة ألف جنيه عدًا و نقدًا ..
كان يأخذ جانب الحذر تجاه حسان، و أصبح بعد سماع هذا أكثر حيطة .. لا يريد بعد كل هذا العمر أن يتهمه أحد العملاء بخيانة الأمانة أو ما شابه .. هو لا يريد، و لا يقبل، و سيفري كل من يتسبب في هذا ..
لم يكن هذا ما يفكر فيه عندما انطلق بسيارته المنضغطة في بعضها البعض، أو بتعبير زكريا "وشها ف قفاها مش باين لها راس من رجل" .. هيونداي جيتز صغيرة صفراء فاقع لونها لا تناسب سنه و مهنته، لكنها تناسب طبيعته الملول فيما يتعلق بالبحث عن مكان كبير مناسب للسيارة كل صباح و مساء .. على كل هناك واحدة عندما يرتحل هو و الأسرة .. هيونداي أيضًا من الطراز العائلي التي تسع الجميع ..
لم يكن يفكر لا في حسان و لا الأوراق و لا أي شيء من هذا .. كان كل تفكيره منصبًا على الإجراءات القانونية التي سيتخذها و المسارات التي سيتبعها، و الاحتمالات المتوقعة و .. و .. و ..
كان يلقب في مستهل عمله كمحام أنه "يلعب بالبيضة و الحجر" .. بيضة و حجر ؟ لو أردنا الدقة لقلنا مزرعة بيض نعام و جبالاً من الحجارة .. كان في بعض الأحيان يقول مازحًا إنه لولا الحياء و مخافة أن تشطبه النقابة من سجلاتها، لكتب على لافتة مكتبه "أخصائي تخليص تجار المخدارت، و مسجلي الخطر" .. كان لا يتورع عن استخدام أي وسيلة ممكنة للوصول للهدف، و لم يكن يرفض أي شخص يتقدم له .. ربما كان قدوته في هذا هو أستاذه الذي شرب منه المهنة، و الذي كان في الوقت نفسه – و يا للعجب – سبب عدوله عن كل هذا الضلال ..
كان حادثًا مروريًا عاديًا، و كان المصاب هو أستاذه .. سيارة مسرعة يقودها شاب مستهتر في طريق هادئ في بقعة أهدأ، و الشاهد الوحيد هو رجل عجوز لم يختر الله وجوده في هذه اللحظة وحده دون كل خلقه إلا ليثبت لذلك الثعلب القانوني أنه يمهل و لا يهمل .. كان الشاهد الوحيد هو الرجل الذي جرده هذا المحامي من أهليته للشهادة في قضية انقضى عليها سنة، و حكم فيها بالبراءة لموكله المذنب، و كان هذا الرجل العجوز هو شاهد الإدانة الوحيد، و بلعبة قانونية و ببعض من التزوير، أصبح هذا الشخص المسكين، الذي لم يرد إلا أن يفي بالقسم و ألا يكون ممن كتم الشهادة "و لا تكتموا الشهادة و من يكتمها فهو آثم قلبه"، غير أهل للشهادة .. ها قد أصبح هذا الرجل ذاته .. بشحمه و لحمه و عظمه و شيبته التي حفرتها السنون .. أصبح هو الشاهد الوحيد على هذا الحادث، و هو الوحيد الذي يستطيع أن يذكر أرقام السيارة، لكنه و بكل بساطة لا يصلح .. !
كأنما زلزله ما سمعه من أستاذه، فأمضى أسبوعًا كاملاً صامتًا .. يتحدث القليل، و يأكل القليل، إلى أن اتخذ قراره أن يدمر كل البيض، و ينثر كل الحجارة، و أن يجلعها نظيفة حياته، فهؤلاء لا يأخذ منهم أتعابًا، بل جمرًا من نار ..
أخذ يفكر في كل ما يتعلق بحادثة والده، محاولاً إبعاد ذهنه عن والده ذاته .. والده في السادسة و الستين، و لن يتحمل .. لا يريد أن يقضي تلك اللحظات حتى يصل للمستشفى في هلع لا مبرر له عندما يجد أن الأمر أبسط مما صوره خياله، و لا يريد أن يضرب أخماسًا لأسداس و يذهب به الشيطان كل مذهب .. فليبقه بعيدًا حتى يراه رأي العين، و بعدها فليختر الانفعال الأصوب ..
غارقًا في أفكاره، و ماذا فعلت هناء و حمدي، و إلى أي مدى سارت إجراءات الشرطة، لم يستمع إلى رنين هاتفه المحمول إلا عندما بلغ مقطعًا عالي الصوت في نغمة الرنين .. انتبه إليه و ظنها أخته تارةً أخرى تطلعه على تطور مفاجيء، فإذا به يجد المتصل هو فارس، فانعقد عقله و لسانه معًا من الدهشة، إذ لم تكن من عادة فارس على الإطلاق أن يتصل به مباشرة على هاتفه المحمول، إلا إذا كان الأمر جد خطير ..
- آلو .. السلام عليكم .. أيوه يا فارس ..
- و عليكم السلام .. أنت في المكتب ؟ .. و لا شكلك في الشارع ..
- في العربية .. عندي مشوار كده في الأزاريطة ..
لم يشأ أن يزعجه بمسألة والده، إذ استشعر في صوته قلقًا خفيًا، من ذلك النوع الذي تتحسسه في صوت الشخص و نظرات عينيه، لكنك لن تجد ما هو أبعد من هذا من التعبير ..
- فين في الأزاريطة ؟ .. لازم أشوفك ضروري و دلوقتي ..
تمامًا كما قدر ..
- في مستشفى السلامة الجديدة ..
- يا ستار .. خير ؟
- والدي بعافية حبتين و رايح أزوره ..
- أنا آسف يا جمال .. بس فعلاً الموضوع ما يتأخرش .. مسافة السكة أكون عندك ..
و أغلق الخط، ليشعر أن الهدوء الذي كان يمني نفسه به قد انقلب رأسًا على عقب و في أقل من ساعة ..
***
في خطوات واسعة قطع فاروق المسافة من باب المستشفى إلى حيث قالوا إن السيد/ عبدالغفار جمال يرقد، في انتظار تقرير الأشعة المقطعية، و فيما هو يبحث بعينيه عن رقم الحجرة وجد جمالاً يقف مع أحد أطباء المستشفى و بجواره أخته هناء و زوجها حمدي، و قد بدا عليهم الاهتمام الشديد، و بالتفاتة عفوية التقطه جمال فقطع حديثه مع الطبيب و مضى إليه و هو ما زال في بداية الممر، فيما أكمل الطبيب شرحه لأخته ..
- ها طمنّي .. إيه الأخبار ؟
- أبويا شكله كويس .. مفيش ارتجاج الحمد لله .. شوية رضوض و كسر في القصبة ..
بدا الاهتمام على وجه فاروق، ما دفع جمال ليقول في قلق:
- إيه .. في إيه ؟ .. مالك كشّرت ليه ؟
أشار فاروق إلى الطبيب الذي كان جمال يقف إلى جواره:
- دا دكتور العظام ؟
- طبيب الطوارئ .. كان بيقولنا إيه اللي حصل بالظبط ..
اتجها إليه و فاروق يسأل:
- و قال إيه ؟
- شكله كلام ما يطمنش .. حاجة عن كسر في القصبة من فوق و المفصل و مش المفصل .. الصراحة أنا مشتت مش قادر أركز و أفهم منه كويس ..
بلغا الطبيب الذي كان يجيب على بعض أسئلة هناء، فالتفت إليهما و جمال يعرفهما بعضهما البعض:
- دكتور فاروق صبحي، استشاري جراحة العظام .. دكتور عبد التواب يوسف، طبيب الطوارئ هنا ..
لا يدري فاروق أقصد جمال هذا أم لا، لكن ذكر كلمة الاستشاري تعفي فاروق من الحرج الذي يتمثل في أن طبيبًا يأتي من الخارج و يتولى الحالة، كأن طبيب المستشفى "طرطور" أو غير أهل للثقة .. فارق الخبرة يمنحه هذا دون حساسيات، أو بأقل ما يجب منها ..
- أهلا و سهلاً ..
قالها فاروق و أخذ عبد التواب جانبًا و بدأ يستفسر عن الحالة و ماذا حدث و الأشعة و و و، و فيما هم في ذلك وصل تقرير الأشعة المقطعية، فالتقطه فاروق يقرأه باهتمام ثم قال:
- تشخيصك مظبوط جدًا يا دكتور .. مع الأسف مظبوط جدًا ..
أخذ عبد التواب التقرير يقرأه سريعًا ثم قال:
- على كل أظن إن العمليات دي بقت أبسط دلوقتي .. المهم أهل العيّان و رد فعلهم ..
- شكرًا جزيلاً يا دكتور .. أظن إني حأتولى مهمة أهل العيّان دي ..
انصرف عبد التواب إلى حجرة عبد الغفار يعطي بعض التعليمات للممرضة، فيما شهق فاروق بعمق قبل أن يتحدث إلى الثلاثة محاولاً شرح ما حدث:
- ببساطة و دون الدخول في تفاصيل طبية مرهقة .. عضمة القصبة فيها من فوق كلكوعتين فيهم مسطحات بتعمل مع ما يقابلها في عضمة الفخذ مفصل الركبة .. الكلكوعة الخارجية انفصلت نتيجة الكسر، و دا معناه حاجتين .. أولاً إننا لا زم نعمل عملية تثبيت بمسامير، ثانيًا إن المفصل دخل في اللعبة، و كل ما نخلص أسرع، كل ما النتايج تكون أحسن ..
- طبعًا يا دكتور .. لو تقدر تعمل العملية إمبارح يكون أفضل ..
قالتها هناء فابتسم و أكمل:
- إن شاء الله .. بس على كل أحب أطمنكوا .. العملية بسيطة جدًا .. دقيقة بس بسيطة .. مع التقدم دلوقتي نتايجها بقت ممتازة ..
- آمين ..
جذبه جمال من يده خفية فانسحبا ليسأله جمال:
- الكلام دا بجد و لا بتطمّن أختي و خلاص ؟
- على فكرة أختك أعصابها أنشف منك، حتستحمل الحقيقة حتى لو مُرّة يعني .. و بعدين أنا مش من أنصار إني أخبّي أي حاجة عن العيّان أو أهله ... العملية فعلاً بسيطة ..
ثم ابتسم و هو يضيف:
- بس محتاجة واحد علاّمة يعملها ..
و غمز لجمال بعينه فقال:
- يا روقة يا خويا يعني هو أنا جبتك ليه ؟ .. تبيع فجل ؟
- طب يالا نشوف الحاج و اطمن عليه ..
- السلام عليكم ..
كانت من فارس الذي وصل من خلفهما فاندهش فاروق فيما استقبله جمال قلقًا قائلاً:
- و عليكم السلام .. خير ؟
- والدك أنت عامل إيه الأول ؟
- والدي بمب .. طلعت بسيطة الحمد لله ..
- هو أصلا إيه اللي حصل ؟
هنا تدخل فاروق:
- حادثة و كسر بسيط كده ..
اندهش فارس لحيظات ثم لم يلبث أن قال:
- ما قلتش ليه يا جمال ؟ .. بتقولي بعافية شويتين ؟
- ما حبتش أقلقك .. شكلك قلقان أصلاً ..
- يعني أنت عارف إن فارس جاي ؟
- اتصل بيّا و قال عاوزك في حاجة ما تتأجلش .. خير ؟
زفر فارس زفرة حارة و قال:
- ا ..
ثم كتم ما أراد ثم تابع:
- الأول نطمن ع الحاج بعد كده نتكلم ..
دخل الثلاثة حجرة والد جمال، الذي بدا أفضل حالا منه عندما جاء منذ ساعتين .. مع سنه المتقدمه تصبح الهمسة كارثة، فمال بالك بحادث سيارة، و هو أصلاً على شفير هشاشة عظام ؟
تبادلوا كلمات الاطمئنان و الاطمئنان المضاد و بعض الدعاء بالصحة و تمام الشفاء ثم صمتوا ليتحدث عبد الغفار لابنته قائلاً:
- خلصتي موضوع المحضر يا هناء ؟
- لأ .. و معلش يا بابا، مش حتتنازل ..
- يا بنتي ..
قالها متنهدًا كأنما يقول "أنا مش حمل مناهدة .. اعملي اللي باقولك عليه"، فتدخل جمال في الحوار:
- بص يا بابا .. أنا عارف إنك مش عاوزها تتبهدل و أنها ست و العيال و الكلام ده كله .. بس لازم تتأدب ..
- آه .. لازم .. دي وليّة بجحة .. راجعة بضهرها إذ فجأة و عاوزة تلبّسنا الغلط .. و بتغالط تلات شهود يسدوا عين الشمس .. و بعدين لسانها طويل و أبيحة يعني .. دي مستفزة ..
تحدثت هناء كأنها "ما صدقت" .. فتابع جمال:
- أنا حاسيبها الليلة دي .. تتقلب ع الجنبين في الحجز وسط الستات القبحا بجد، علشان تعرف تغلط إزاي بعد كده .. و بكره أتنازل عن المحضر ..
- و لزومها إيه البهدلة دي بس يا ابني ..
- قرص ودن يا بابا .. مجرد قرص ودن ..
تنهد عبد الغفار مرة أخرى و كأنما أتعبه كل هذا، فقال فاروق:
- ريّح نفسك أنت يا حاج .. ابنك محامي عُقر و حيخلص الموضوع كما ينبغي .. المهم راحتك أنت ..
- راحة ؟ .. هما عاوزين يريحوني ..
لم يرد أي منهم، إذ واصل عبد الغفار:
- يا ابني أنا رجل جوه و رجل بره .. مش عاوز في آخر دنيتي أطلع منها و أنا مبهدل حد ..
- هي بهدلة بالضلال .. غلطت يبقى تاخد جزاتها، و بعدين قلت لحضرتك .. بكرة الصبح حاتنازل .. العوض على الله مش عاوزين منها حاجة ..
أشاح عبد الغفار بيده ما معنا: "اعملوا اللي أنتول عاوزينه .. تعبتوني"، ثم استأذن جمال ليخرج مع فارس و فاروق فيما بقيت إلى جواره هناء و زوجها ..
قال جمال:
- ها طمّني يا فارس .. خير ؟
- إن شاء الله خير .. و لو إني ما أظنش ..
و ألقى إليهما بما لديه، و كان مفجعًا بحق ..
***





هناك تعليق واحد:

أبــــو ضـــيــاء يقول...

بجد اسلوب اكتر من رائع , مع اني ما قرتش باقي الفصول , بس بجد الاسلوب شدني لآخر السطر

وبعدين انا عايز اقولك حاجة , يا ريت تشيلوا الخازوق الاخضر اللي في وش الشاشة
:D

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar