عجيب أمر الانسان .. في يوم يشعر إنه ملك الدنيا .. اكثرها موهبة .. احّدها ذكاءا .. اوسعها معرفة .. ارقها طبعا .. واكثرها رومانسية ... وفي يوم يحس إنه لاشيء .. وأن كبرياءه مبالغ فيه .. وان ثقة في نفسه لا تستحق كل هذه الضجة .. تظن هذا مَرَضيا ؟ فكر ستجد نفسك خضت خلال هذا الامر على الاقل مرة في حياتك ؟
أنا عارف حتقول إيه .. إني مازلت صغير جدا على ازمة منتصف العمر .. ولكن ما لاحظته إن هناك اناس كثيرون يمرون بنفس الاعراض في نفس السن و نفس الاعراض .. اقترح تسمية المتلازمة دي أزمة ثلث العمر .. دي بتحصل عموما في الاشخاص ذوي معدل الذكاء فوق 120 " ذوي الاحتياجات الخاصة" وذوي الاحتياجات هم من يطمحون دوما الي تحقيق الذات بلا توقف .. قدرة لا مثيل لها على جلد الذات ولابد من تلبية الاحتياجات بإنجاز ما من حين إلى آخر.. وكلما زاد ذكاءك زادت معاناتك و بدات اسرع في الاعراض .. الاعراض دي بقى بتتلخص في حنق على الذات .. المعرفة رويدا رويدا أن احلامك الوردية بدأت تبهت تدريجيا تحت وطأة الواقع القاسي الامبالي بك .. تبدأ ببطئ ومرارة تشعر بنفس الشعور الحائر للعلماء قديما عندما بدءوا في الشك أن الكون لا يدور حول الارض وأن الشمس لا تدور حول الارض تبدا أنت تعي تدريجيا أن الكون لا يدور حول الارض ولا الارض تدور حولك وأن احدا لايأبه بك اكثر من نفسك و في بعض الاحيان تبدا تشعر بالخيانة من نفسك ذاتها .. كيف خنت نفسك ؟ لماذا عجزت عن وضعك على اول الطريق الذي اتفقتم عليه ؟
- الم يكن غرورك يصور لك إنك أعظم بني أدم واطيبهم وارقهم وممكن اذكاهم ؟
- نعم ومازل الحق يقال
- طب فين ده على ارض الواقع ؟
-..........
الاجابة على السؤال في الحوار الطفولي ده هي البوابة التي يعبر منها الشخص من المراهقة إلى النضج .. من الغضب على الحياة إلى الاستمتاع بها ..
من الانسياق وراء ضغط الاقران " peer pressure " إلى العزلة ومنها إلى الاختلاط بهم مع عدم الانصياع إلى ما لا يناسبك ..
هو ما يقودك من احساس من الاكتئاب المتقطع .. عدم الرضى عن النفس او الرضى الشديد .. ما يعبر بك هو ... لأ أدعي إني توصلت لإجابة قاطعة واضحة جلية جميلة كالشمس .. لا ادعي إني توصلت إلى الحقيقة الكاملة . ولكن وصلت لبعض الاجابات التي فرجت عني بعض شظايا هذه الازمة ..
بعض الاجابات لذوي الاحتياجات الخاصة من امثالي .. إنه الله قسم الارزاق بين الناس ليس فقط في المال ولكن في العلم و الجمال و الطباع والعقل والفهم والقدرات الفردية لحكمة يعلمها وحده لا تبدوا ظاهرة لك ولكنها موجوده في كثير من الاحيان لا تبدو عادلة .. أيضا بعض مما اراح بالي إن كثيرا ممن اراهم يمرون بنفس الاعراض هم في الحقيقة من اكثر الناس قدرة و قابيلة واكثرهم إنجازا ولكنها فقط نفس تواقة للأفضل .. إذن ليس الامر فقط ان الانسان خذل نفسه لو قعدت به همته عن حلمه .. ربما هو يفعل ما لا يرى و لديه ما لا يرى ..
بعض هذه الاجابات في معرفة أن ليس كامل السعادة ان تكون مبهرا للناس .. اجتماعي تتبع الموجة .. كثير الخروج ولكن بعضا من العزلة يفيد ترجع بعده بشخصية مستقلة لا تقلد هذا او ذاك في شيء صح او خطأ حتى تكون لك قناعاتك الشخصية .. متى طورت شخصية تفكر بذاتها ولنفسها ولا تدع أحدأ آخر يفكر لك فهذا شق من النضج لا بأس به ..
لقد استغرقني الامر أشهرا لكي ادرك اني في مشكلة أصلا ولم ولن يستطيع احد مساعدتي في إيجاد أي إجابة لأسئلتي .. .. ولن يستطيع احد مساعدتك .. كل من قال لي انت عظيم انت موهوب انت تستجق الافضل انت اجمل إنسان لم يساعدني لأني كذب علي وعلى نفسه.. هي لجة علينا جميعا ان نعبرها بنفسنا على قواربنا الخاصة .. لنصل لشطوط نحن نحددها .. فلن يعبر معك أحد ولا ينبغي لأحد ان يحدد لك اين ترسو ....
عبدالرحمن كمال
14/8/2010
هناك تعليقان (2):
لا تعليق !
من المرات القلائل اللي أحس فيها إنك بتشوط الكورة في الجون من آخر الملعب ..
عنوان كيبورد وفكرةفي الجون بس السؤال هو إيه، وبالتفصبل، دور الإنترنت في الثورة ...
ياريت تشارك برأيك في أول دراسة عن الإنترنت في الثورة
وتبعتها لأكبر عدد يشاركو فيها
http://demo.emarketing-egypt.com/limesurvey/index.php?sid=38754&lang=ar
إرسال تعليق