3.2.11

نظرة الى مواقف الجميع - لا عنوان يليق - الجزء الأول

أولا .. رسالة احترام و تقدير ممزوجة بخجل الى هؤلاء الكبار ، الشباب العظيم الذي أحيا مصر ، و الكلام يفنى دون فناء المديح .. و الخجل هنا هو خجلي من نفسي أني لم أكن منكم أو حتى معكم .. و أدرك أن هذه السطور القليلة قد تبدو للبعض مشاركة و لكن الحق انها عجز حزين و أنني اذ كتبت قد ازداد احساسي بالعجز ، فقد وجدت لنفسي فيه نوعا من الهروب من تأنيب الضمير و لوم النفس و المهانة التي أشعر بها .. و لكن أنى لي أن أبلغ معشار ما بلغتم و قد حملتم أرواحكم على أكفكم بينما أكتفيت بحمل نظارتي لأشاهد و قلمي لأكتب ..
ثانيا أود أن أوضح أنني كشخص رافض للسياسة و ابداء رأي بها ، و لكن ان كان الصمت من ذهب ، فان بعض بريق الذهب قد يشغل النفس عن الحق و يصرفها عنه .. و لذا سأتكلم ، بصفتي مصري شاخدت و استخدمت فطرتي في تحليل الامور ، دون انتماء لأي تيار سياسي ، و دون التحيز لأي طرف من الأطراف .. و سأجتهد قدر المستطاع أن أنقد و أحلل تصرفات و مواقف لا أشخاص و جماعات..
ثورة الشباب ، و انتفاضة ، أو مظاهرة .. سمها ما تشاء و لكن لا تهضمها حقها الذي أجزم بأن التاريخ سيذكرها به و يرفعها مكانة عالية ، ان لم يكن في القريب العاجل فسيكون في يوم ما عندما تسقط الايدي التي تثبت الأقنعة في مكانها حتى الان .. هذه الانتفاضة و الصحوة من سبات العجز التي هزت العالم أجمع و أولهم نحن ، هؤلاء الذين لطالما استسلموا لقوة النظام و خافوا بطشه ، و سكتوا على الظلم و عن طلب حقوقهم ، و اثروا الحياة في مذلة على المقامرة بطلب حقوقهم ، لقد أيقظنا الشباب من سباتنا و جعلنا ندرك أن أي صوت مهما علا لا يمكنه أن يسكت صوت الحق ، و انه لما قام الناس يطلبون حقوقهم بصدق ، أخذ القامعون يخربون بيوتهم بأيديهم و يختبئون ، و أن ضعفنا كان ليس عن قوتهم و انما عن عجزنا أن نرى ما نحن عليه من قوة .. ايها الشباب العظيم ، لن أقول اكتفوا بأنكم أيقظتم شعبا من سبات عجزه و لكن لو لم تنالوا من وقفتكم الصادقة هذه الا هذا لكفاكم ..
ألوم و أعاتب و أستنكر موقف جميع الاحزاب السياسية المعارضة في مصر و الاخوان المسلمون أنفسهم - و أنا لا أحمل لأي منهم ضغينة شخصية بل و أحترم بعض تصرفاتهم السابقة - ، ألومهم لأنهم لم يكتفوا بعجزهم و لم يخجلوا من أن تهافتهم على السلطة و تكالبهم على القيادة و الجاه كلف مصر سنينا من ضياع المعارضة و توحش النطام ليفتك بشعب أعزل ، تكالب عليه ابنائه يشدونه من ثوبه من كل جانب حتى تمزق ، لم يكتف هؤلاء بما فعلوا و لكنهم سعوا يمزقون اللوحة الرائعة التي رسمها هؤلاء الشباب ، يشوهون معالمها الجميلة ، يمزقون وحدة الصف بخلافاتهم السفيهة ، يضعون انفسهم أمامهم و يسمون أنفسهم قادة و هم حتى لا يستحقون شرف السير خلفهم ولا حتى التصفيق لهم .. عفوا لقد ظهرت سوءاتكم لنا فواروا أنفسكم و استتروا .. ان الفرق بينكم و بين هؤلاء الشباب ، السبب أنهم نجحوا في بضعة ساعات في تحقيق ما فشلتم فيه لسنوات ، هو صدق نيتهم و خلوها مما لوثكم ، و تذكروا ن التاريخ لا يذكر من يسعون خلفه ، و انما يسعى حول قوم ليذكرهم ..
ألوم الشعب المصري ، الذي رأى أن أسهل الحلول هو لوم هذا الشباب ، بل أخذ البعض يعترض على ما فعلوا لأسباب لو ذكرها التاريخ لسبنا و لعابنا ، فالبعض لامهم لأن أسعار الطعام بل و السجائر ارتفعت ، لامهم البعض على السرقات و النهب ، غير خاف عليهمالدور الذي لعبه النظام في هذا المجال ، بل زاد تبجح البعض و قالوا ان هذا كان متوقعا من النظام الحاكم حاليا ، و كان يجب عليهم أن يضعوا هذا في اعتبارهم .. و أعجز عن فهم اي منطق هذا و أي عقل بشري يقبل به .. هؤلاء اسحب منهم مصريتهم و انتماءهم لأهل مصر العظام ، أعلق هذه المصرية أوسمة على صدور رجال من نوع اخر ، رجال المقاومة الشعبية ، الذين حملو عصيا خشبية و هراوات و قطع معدنية بالية ليقفوا و يحموا بلادهم - و الضمير خنا لتخصيص مصر بهم و منهم دون سواهم - و أهليهم .. هؤلاء جعلوني ابتسم رغم حزني ، جعلوني لأول مرة أعي معنى الحديث الشريف الذي قال اننا في رباط الى يوم القيامة .. أقول ان الله ينصر من ينصره ، و اقول ان هؤلاء الشباب نصروا الحق ، و الحق من اسماء الله عز و جل ، نصروا الله فنصرهم ، و أحبط كيد أعدائهم و ايقظ هؤلاء الذين كانوا بين السبات و اليقظة ، أيقظهم على شمس عزة و كرامة ، فوقفوا بعصيهم يواجهون الطلقات النارية بخوف نعم ، لأن من لا يخاف أحمق ، و الحماقة لم تكن من صفة هؤلاء الشجعان .. نعم كانوا خائفين و لكنهم وقفوا و حموا أنفسهم و أهليهم في خين تخلى أولئك المنافقن الذين دعوا أنفسهم حماة الوطن عن واجبهم ، و لست أدري كيف سيستطيع أحدهم أن يجيب اذا ما سئل فيما بعد عن عمله ، كيف له أن يجد في كرامته - ان كان بقي منها شيء - ما يمكنه من الاجابة ليقول انه ضابط شرطة .. فهؤلاء ليسوا كما قالوا مطولا ابطال الشرطة ، انما الابطال الذين حملوا المسؤلية حين وكلت اليهم ، لم يقصروا و لم يشتكوا .. بل لمحت في أعينهم فخرا و سرورا و حماسة .. و شعورا بداخلهم أنهم ذوي قيمة ، ليؤكد مرة أخرى أن العيب ليس بالشباب ، و انما في النظم و الممارسات التي همشتهم و قتلت أحلامهم لعقود ..
التلفاز المصري اقول له كلمتان لا أجد في قواميسي ما يعبر عن موقفه خيرا منهما .. " أخص " و " اخي " .. فكل السفه و الاستخفاف بعقولنا لسنوات كوم ، و ما حدث في الايام القلائل الأخيرة أكوام اخرى .. فعلى حين كانت جميع القنوات العالمية المحايدة و غير المحايدة تبث صورا لميدان التحرير بمتظاهريه ، كانت كاميراتهم ترصد لنا النيل الهاديء الجميل .. جعلت من الشباب عملاء و جواسيس و مرتشون ، و استمر الاستخفاف بعقولنا الى أن حدثت المعجزة و أدركت أن تلفازنا القومي يتنبأ بالغيب مساء أمس ، فقد عرف قبل ثلاث ساعات كاملة أن قنابل المولوتوف ستلقى في ميدان التحرير .. مما يضع الاف التساؤلات ، كيف عرفوا ، و أين وعود السيد الرئيس بالوقوف بالمرصاد للعنف ، أين الوعود يا رئيس مصر .. و اية المنافق ثلاث منها اذا وعد أخلف
مهزلة اعلامية أخرى هو المتحدث الرسمي في مجلس الشورى .. لست اذكر الاسم و لكني لأول مرة استمع لمسئول محترم يقول لفظة " يركب" رسميا و على التلفاز ! ثم جاء مساء أمس ليقول مرة أخرى ان مظاهرات الثلاثاء المليونية كانت 10 أو 20 ألفا بينما كانت مظاهرات المؤيدين للرئيس 10 مليون مواطن .. ولولا وجود والدتي بجواري لانفجرت بسيل من الكلمات الخارجة..
لوم الأحبة أوجهه لجيش مصر .. أحبكم الشعب قبل نزولكم ، و استقبلكم بحفاوة عندما نزلتم .. فرح بكم عندما أعلنتم انكم ابنائه و انكم لن تطلقوا رصاصة على مصري .. أنا نفسي وقفت و تحدثت مع بعضكم في منطقتنا و وقفنا جوارا الى جوار نمسك بالعابثين بأمن البلاد .. و كنا نأمل أن يكون موقفكم اكثر قوة ، و لكننا رضينا منكم بالحياد و قدرنا أنكم تواجهون اختيارا صعبا بين شعبكم و بين رجل منكم ، و لكن الأمس تحول حيادكم الى حياد سلبي مستفز ، و انتم ترون جمالا و خيولا تهجم على شباب أعزل يلقونهم يالحجارة و السيوف .. ثم صمتكم و قنابل المولوتوف تلقى ، فهذا يصعب أن يسمى حيادا يا جيش مصر ، و فقد جعلتم طرفا أعزلا من السلاح و تركتم للأخر ما يعينه ان يعيث في الأرض فسادا .. حتى اضطررتم شبابا التزم السلم لتسعة أيام أن يدافع عن نفسه باسلوب ليس من شيمه ، ألومكم على قدر المحبة ، و على قد العشم كما يقال ، ألومكم لأنكم أتخذتم موقفا كموقف الداخلية التي طالما رفعنم نجوما في سمائها ، و سؤال يعود فيطرح نفسه اين كانت الداخلية هذه المرة ، و كيف تطلبون منا أن نثق في الحكومة الجديدة بينما أول اختبار لها فشلت فيه ؟! ليس حيادا ما فعلتم بل اعانة على الظلم يا سادة ..

يتبع





هناك تعليق واحد:

عبود بن دردير يقول...

تحية عريضة بحجم ما كتبت، و في انتظار الجزء الثاني ..

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar