ناقوس عدالتكم دوّى ظلمًا أغرق أقراني الطوفان
طوفان العدل المتخفّي في زي القاضي بالبهتان
سنتان لتنسينا جرحا و تعود لتقتل ألفان
أتظن الغفلة في قومي تغشي عن عيني البطلان
سنتان حكمتم، يا ويلي !
سنتان لتقترف الآثام
سنتان لتسطر مذبحة
سنتان لتغرق ناجين
سنتان منحتني الريشة إحساسًا
و جواد الأحرف مقدام
لن تثني عزمي يا وطني
لن تسكت نطق الأقلام
لن أخذل شعبا يتلّوى
لن أخذل طفلا في القاع
لن أرحم لصا يتخفّى، في ثوب حكيم و محام
ستروني بدواتي أحكي
عن وطن يحلم أن يحلم أحلاما
يحلم أن يحلم يقظانا، أو حين الغفلة والجرح
حتى لو كان فقيرًا، أو كان الفقر له حلم
يتمنى شعبي أن يحلم حتى لو كان به نزف
أو كان به من أمراض الدنيا دنيا
حتى لو فقد الأهل
وقضى القاضي-بعدالته-
أن التهمة -لو وُجدَت- كانت في حق الغرقان !!!!
مرحى مرحى، يحيا العدل ويحيا الخان
مرحى مرحى، أصدر حكمًا، انصف في البحر الجثمان
و لذا سأل القاضي في القرآن
أولو كنا ترابًا، عظمًا، ألنا بعد الموت أذان؟!!
و أظن المعجزة ستحدث
و ستُبعث كل الأسماك
كي ترجع ما أكلت ...
لحمًا ...
عظمًا ...
جلدًا ...
نزفًا ..
دمًّا ..
دمعًا ...
أو حتى بعض الشَعْرْ
فلتُبعَث جثث الغرقى، أو ما أكلته الغربان
و العدل سيأخذ مجراه
في سجن سيادتكم هذا
يرقد ألف وبعض العشرات
..... حشرات ... !!
خطّطَ، صمّمَ هذا الألف
ان يغرق تلك العبّارة
قد عرفوا حكم سيادتكم قبل الجلسة ...
فانتحروا ....
فالبحر بنظرتهم أرحم من سجن سيادتكم
سنتان
و الجرح ازداد ... والقرحة صار بها ورمٌ
عدل و حقوق رجعت .... و الكل غدا عدمٌ
من جسد الأطفال أعطيت السمكة حق العيش
أكل النّورس من جلدي
دعا القرش هنا أصحابه
مائدة القرش هنا ملأى .. أصناف الأشخاص كثيرة
من أولاد و بنيّات
من رجل شيخ، وشباب
من أمٍ، أخت ... عمّات
أشبعت القرشَ الخالات
والحيتان اجتمعت
تأكل من جثة نسرين
تلعق عادل أو ياسين
و تُحلّي بجمانةَ
تتغذّى بعلاء
تتعشّى بالباقي
وتنام السمكة
والبحر هدوءٌ و سُبات
أغبطهم فعلا يا وطني
بل أحسدهم أول مرّة
أحسد أحدًا...
فبطون الحيتان ابتلعت هذا الجثمان
لكنّك يا وطني وحشٌ؛ نكّلت بهذا الجثمان
و نصبت له التهمة جوراً
كيف سيغرقها غرقان ؟!!
هل حقا حقاً لا أفهم ؟؟
أقنعني يا ذا السلطان
خدّرت بأحكامك شعبا،
أثملت الوطن الندمان
في حانة جورك باراتٌ
فيها تنتهك الإنسان
فيها تعطي صوتك ظلما
وبها تغتصب الأحكام
هذي الفعلة خرقت عيني، أذني
ملئت كل كياني يأسا
كانت في التلفاز وفي الصحف الحمقاء
عذرا ... أستثني منها الصفراء
أستثني أهرام عميلٍ
استثني اخبار البار
هل كنت اللحظة كالأعمى ؟؟
هل كانت أذني صمّاء ؟؟
لكنّي حين لمست البحر
كانت رعشته تُرعشني
كانت قطرات
تقفز في فمي ... أتذوقها
هل هذا طعم لبحار أم هذا طعم الدمعات ؟؟
البحر بلا عقلٍ لكن ...
جثث الأطفال هنا تُبكي ... حتّى البحر
و الموج تلاطم في شجو، تتنهّد كل الموجات
و البحر هو الحضن الأرحم ..... يمسح دمع الموج
و يحضن للصّدر الشهداء
أمضي و القدم بها يأس
فوق رمال اليأس
لا قدمي صارت تُقدِم، و الرّمل غدا يهتز
الصوت ينادي و ينادي لكن الصوت به يأس
واليأس أشار بيأس ... يكفي يا شعبي يأس
رغم اليأس اليائس والكون المستيئس
رغم البدر الغائب و الليل المتيبّس
رغم الوطن القابع في سلة آلام
رغم الوطن المُتْرسٍ بالأشلاء
صاحت جثة ناج من يأس
يا وطني لا تيأس فاليأس حلال
لكني أنصحك يقينا ...
إذنب ...
إكسب إثما
لو كانت فاحشة أرجوك إفعلها ... لا تيأس
فبإفتاء الشعر هنا ... تلك الفاحشة حلال
اقضي شهوة أن لا تيأس
و أنا يا وطني رغم الملحمة المظلومة
و الجثمان ... و الحكم العادل
امضي و أسير
على مركب قلمي
أعمي لا أدري هل أكتب
أم أهذي
لكن قرارًا يملؤني
أني يا وطني لن ايأس
أني يا وطني لن ايأس
ملحوظة خارج السياق: هذه القصيدة كتبها صديق لي، فضل أن أدعوه بلقبه .. البدوي، و لما رأيت أنها معبرة لم أتمالك أن طلبت منه أن ينشرها ..
هناك 3 تعليقات:
يا على الكلام .. بصراحة .. بص يا عبد ، سلملس على البدوي _ أنا طبعا عارفه _ و قله ان أنا فعلا لحد أخر سطر فاكرها لفاروق جويدة .. أصل هو اللي دايما احساسه عالي بكلمات بسيطه بـ " يشمطهم" مع الاعتذار في اللفظ .. طبعا عارفينهم ، الحيتان ..
و للبدوي كل التحيات
جامدة جدا الصراحة الكلمات معبرة جدا.أنا عشت القصة و أنا بقراها حسيت و ده من المرات القليلة اللي تنجح قصيدة في كده.ابقي سلملي علي البدوي و قولله اني بأرفعله القبعة
اييييييييييية دة ..... ما لوش حل والله.....فعلا هو فاروق.... بس فى اخر القصيدة اخد اتجاه تانى معرفوش.....اكتر ما عجبنى:
لن أرحم لصا يتخفّى، في ثوب حكيم و محام
حتى لو كان فقيرًا، أو كان الفقر له حلم
يحلم أن يحلم يقظانا، أو حين الغفلة والجرح
رائعة هذه المعانى......حتى الفقر اصبح يا مصر حلم !!!
للبدوى كل التحيات
إرسال تعليق