23.10.08

السحر الأعظم

الكيمياء .. ذلك العلم الذي قال عنه ابن وحشي - أحد علماء، بل لنقل جهابذة، الحضارة الإسلامية - أنه السحر الأعظم، مداعبًا أهل زمانه الذين رأوا فيما يفعله شعوذة و دجلاً و سحرًا، لكن الحقيقة هي أنه لم يقف سوي علي أولي مراتب السحر ..
يدفعني لقول هذا الاكتشاف المذهل و الابتكار الذي يستحق أن "نتنح" أمامه طويلاً .. د. مصطفي السيد الحاصل علي أعلي وسام أمريكي في العلوم لابتكار طريقة جديدة و فعالة في علاج السرطان - تقترب نسبة نجاحها من 100% علي حيوانات التجارب - يثبت مرة أخري أن الإنسان المصري "دماغ عالية، بس حطه في مكانه الصح" .. و لمن لم يسمع بالموضوع دعوني أعرفكم به باختصار ..
تخرج الدكتور مصطفى السيد من كليه العلوم بجامعه عين شمس دفعة 1953، و كان ترتيبه الأول، و بعد قراءته لإعلان صغير فى جريدة الأهرام المصرية لأستاذ فى ولاية فلوريدا الأمريكية عن قيامه بإعطاء منحة علمية لاثنين من الشباب المصريين للدراسة فى فلوريدا، و تقدم الدكتور مصطفى للحصول عليها، و حصل عليها بالفعل و هاجر الى الولايات المتحدة فى عام 1954، و كان فى نيته العودة و الاستقرار فى مصر بعد حصوله على الدكتوراه، و هو ما لم يتحقق حيث تزوج الدكتور مصطفى من فتاة أمريكية و قرر أن يكمل حياته فى الولايات المتحدة سعيا - هو و زوجته - للعوده إلى مصر، ذلك الذى لم يتم - رغم تقدم زوجته بأكثر من مائتى طلب للإلتحاق بعمل فى مصر، و ذلك لرفض مصر للأجانب فى ذلك الوقت - الستينات و بداية السبعينات، و قدر درس فى العديد من الجامعات المرموقة فى الولايات المتحدة، مثل ييل و هارفارد و معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، و أخيرا معهد جورجيا.
و يعد اكتشاف دكتور مصطفي السيد ضربًا من ضروب السحر بالفعل، حيث يعالج السرطان باستخدام محلول الذهب و الضوء، و يعتمد في هذا علي بعض الخواص التي تكتسبها جزيئات الذهب عندما يبلغ حجمها واحد علي مليار من المتر (نانومتر)، حيث يصبح قادرًا علي امتصاص الضوء و عكسه بالكامل، أو تحويله لطاقة حرارية، و باستخدام مواد عضوية تبتلعها الخلايا السرطانية وحدها، وبتحميل هذه المواد جزيئات الذهب الصغيرة تلك، يمكننا "حرق الخلايا السرطانية وحدها دون سواها، و دون الإضرار بالخلايا السليمة، و هو ما كان يحدث مع أغلب طرق العلاج الإشعاعي و الكيميائي ..
عندما سمعت و عرفت تفاصيل هذا الاكتشاف تذكرت السلسلة الطويلة من علماءنا الذين طردناهم بحجة ضعف الموارد، و بحجة العهدة و بحجة الأولويات، رغم أن النقود التي تحجب عن هؤلاء تصرف بسفه في أمور أخري أنتم أدري و أعلم بها .. ديجيهات بورتو مارينا، و أوبريتات 6 أكتوبر التي لا يشاهدها أحد تقريبًا، و مسلسلات و أفلام فاشلة لا تقدم بل تؤخر كثيرًا و .. و .. و ..
عندما تحدث دكتور مصطفي السيد عن الإنفاق علي بحثه، قال إن آخر خمس سنوات، و هي التي خرج من رحمها هذا الكشف العبقري، استهلكت في العام الواحد 180 ألف دولار، ما يوازي - تقريبًا - 900 ألف جنيه مصري، بمجمل أربعة ملايين جنيه و نصف المليون، و هو ما يوازي - و لست تقريبًا أبالغ في هذا - ميزانية البحث العلمي في مصر كلها علي مدار العام ! .. ثم نجد أن مشروعًا فاشلاً مثل صفر المونديال بلع أضعاف هذا المبلغ !
و رغم أنه يحز في نفسشي أن أقول هذا، إلا أنني أقول له مبارك لك أن منّ الله عليك و خرجت من هذه البلد التي لا تحترم عقول أبناءها، و حتي تفعل فعلينا السلام ..
دكتور مصطفي السيد باكتشافه هذا أثبت أن الكيمياء ستظل هي السحر الأعظم الذي لن نمل منه أبدًا، و الذي سيظل قادرًا علي إبهارنا مهما توقعنا عكس ذلك، فلك يا دكتور كل التحيات ..





هناك تعليقان (2):

SKOBL- Little Lazy Me يقول...

و الله يا عبد فرحتني و اشكحت معنوياتي - يعني خليت معنوياتي منشكحة- ان احنا لسه عندنا خير ، بس زي ما انت قلت ... كله لأنه ساب البلد دي .. بس يا اخي تلاقي المشئولين عندنا كانوا حيموتوا بكسوفهم ... طبعا عشان ما قبلوش طلبات مراته ... ما هما لو كانوا عملوا كده و قبلوا كان ما عملش حاجة و ما كانش واحد من أمثالنا قال انهم خاربينها ،بس ملحوقة دلوقتي يكرموه لأ و من زيادة التكريم ليه ممكن يدوها الجنسية ... و سمعني سلام عظيمة يا مصر يا ارض اللوز

و لك و للساحر الاعظم كل التحيات

غير معرف يقول...

هههه.. ام والله حاجة مسخرة .... المشكلة ان وزارة التعليم العالى كانت اجّلت تكريمه " لوقت منايب " .. وأما جه اتكرّم .. ظهر علينا وزير التعليم العالى وقال " د مصطفى مش غريب علينا وعلى مصر ... احنا عارفين دكتور مصطفى كويس "... لا تعليق

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar