لقد غافلنا عصام الحضري وسرق فرحة الملايين بإنجاز كروي حقيقي ، وقد كان الأقرب إلى قلوب المصريين من بين كل لاعبي كرة القدم ، و ربما كانت شعبيته الزائدة هذه هي ما استند عليه في مغامرته الغبية عندما قرر ترك النادي الأهلي دون سابق إنذار ودون فسخ العقد مع الناديو كأن يعلب في "مركز شباب زينهم" ولكنه في رأيي خسر كل شيء : جمهوره ، سمعته وناد عملاق أعطاه كل ما يملك الآن من ثروة و شهرة ، أللهم إلا قليل من أنصار بعض النوادي الأخرىالذين لا يرون أبعد من أقدامهم، بدفاعهم المستميت عن خطيئة الحضري ، فالحضري اليوم قدوة ومثال ومثابرة هؤلاء الأذكياء على تبرير ما فعل بدافع من الشماته في ناد منافس لهم و بهروبه المشين هذا يعطي نموذجا لما يجب ان يكون عليه اللاعب "المتميز" وسيبرر لكثير من لاعبي هذه الأندية ان يتركوا فريقهم لمن يدفع أكثر و لن يكون هناك سوى الأهلي الأغنى والأقوى و الأنجح في مجال التسويق ليذهب إليه هؤلاء اللاعبون .
ولكن الأمر أكبر من مجرد أهلي وزمالك وإسماعيلي : الأمر يتعلق بإهانة وخيانة لاعب أيا كان ناديه او مهارته خمس وسبعين مليون مصري أحبوه و وشجعوه وهتفوا له بل ورقصوا له أيضا في مغامرة لا يقال عنها إلا أنها خرقاء غبية فهو إن كان يريد المال فإن ثروته اضعاف ما سيحصل عليه في هذا الناد ثم إن الحضري لا يستحق تلك المليون دولار فكما يقول المثمنون لا يقل ثمن الحضري عن 4 ملايين يورو مع الأخذ في الإعتبار كبر سنه ، وإن كان ذهب ليحترف في ناد أوروبي فإن سيون هذا لا يقارن بالأهلي في شيء ، لا جماهيريا ولا حتى بالميزانية ، الحضري خسر حياته المهنية كلاعب للأندية المصرية من أجل مغامرة حمقاء قام بها ولربما ظل أفض حارس مرمى في تاريخ مصر و لربما ظل حارس مرمى المنتخب ولكنه خسر الأهلي للأبد على ما أظن .
ولا يظن أحد فعليا ان هذا الناد المغمور سيكون الطريق للاعب عمره خمس وثلاثون عاما للإحتراف في أحد أندية أوروبا العملاقة في حين ان الأهلي لابد ان يتوفر عنده البديل و إلا لما أستحق شعبيته التي يتربع بها على عرش الأندية المصرية .
وأخيرا بقى أن نقول أنه إن كان من حق الحضري أن يحترف متى أراد في أي ناد شاء خاصة بعد تألقة في بطولة كأس الأمم الإفريقية ، فإنه من حق المصريين (الذين صنعوه) عليه أن يتم هذا في العلن بصفقة علنية منطقية وحين يذهب الحضري لناد كبير كان سيرفع رأسنا جميعا و ليس بمليون دولار لا تساوي ثمن ناشيء إفريقي في أوروبا ، وإنه إن كان الحضري قد ضج من كونه "مدفون" في الأهلي لعشرة سنوات على حد تعبيره فإن ذهابه لناد في التاريخ "وليد البارحة" وفي الشهرة أشهرمن "نادي الجمعية التعاونية بطنطا" - لا يحقق له ما يطمح إليه من شهرة او إحتراف أو حتى مال مقابل خسارته للأهلي وكثير من جماهيره التي عشقته في المنتخب وفي ناديه و أكثر الذين خسرهم لم يخسرهم لتعصبهم للأهلي وإنما لأيمانهم مثلي بأن رمز مثله لا ينبغي أن يخون ما تربوا عليه من أخلاقيات وقيم أهونها (صيانة العيش والملح) . المهيس الأكبر
هناك 3 تعليقات:
ما اقدرش أقول غير خسارة يا حضري
رغم إن ما ليش ف الكورة زي ما أنت عارف، لكن الشهادة لله اتصدمت أول ما قريت الخبر
اتمني بس إن الناس بعدكدهيفتكروا أيامه الحلوة معمصر و النادي الأهلي و مايفتكروش بس عملته السودة دي و يبقوا ناكرين للجميل
كنت أود الكتابة عن هذا الموضوع من وجهة نظر مغايرة...... ولكن سبقنى العسل..... ولكن أختلف معك فى رأيك هذا يا سيد عبد الرحمن كليّا وجزئيّا...... حكمك على الحضرى بأنه خان جماهير مصر أرى أنه مبالغ فيه........ مصطلح الخيانة هذا يا سيد مصطلح بالغ المرارة شديد القسوة واللذاعة...... لا أرى أن نتّهم لاعب مهما كانت فعلته بأنه خائن لأن هذا تضخيم ومغالاة...... وأقول ما يقوله الكثيرون أن هذه مجرد لعبة - طلعت أو نزلت - أما القول بأن تركه لناديه وهروبه دون اذن مسبق له مدلولات أنه خائن وعميل..... فهذا كلام خاطىء تماما وظالم..... لأنّ ثلاث أرباع شباب مصر- وأكيد انت من ضمنهم - لا يريدون الانضمام للتجنيد - .... فهذا ليس معناه أنهم لا يحبون البلد..... واستغربت كثيرا لموقف الأ ستاذ صلاح منتصر فى عموده مجرد رأى بالأهرام وهو يكتب نفس ما قلته أنت .... اذ كيف لكاتب كبير مثله أن يسقط هذه السقطة....... مع أن اثنين من - الفنّانين - المتهربين من الخدمة العسكرية قضوا العقوبة وشغّالين دلوقتى مية مية بيغنّوا أغانى وطنية ومية مية وأحلى كلام .... ولا ايية؟؟
يا استاذ أحب أقولك أنا اتشرف أن أكون من الربع الذي تمنى لأن يقضي الخدمة العسكرية ثم إن ما فعلة الحضري لا أستطيف فعلا أن أجد له أي تفسيرأخلاقي سوى الجري وراء المال بغض النظر عن أي شيء آخر , وإن كانت مجرد لعبة ليس فيها مكان للإنتماء فلماذا خرج الملايين عندما فاز منتخبا "بلعبة" ليست ذات شأن و أنا لم أقصد خيانة الحضري أنه خان مصر الخيانة العظمى أو نه باع روحة للشيطان كما يقولون في روايات الرعب ولكن قصدت أنه خان حب وثقة الملايين التي أحبته وهتفت له ورأه رمزا وو خطأ الرمز مهما كان صغيرا يؤثر في عدد كبير من الناس
إرسال تعليق