(1)
مرر البرلمان التركي ذو الأغلبية لحزب العدالة والتنمية (47%) قرارًا بجواز ارتداء الحجاب في الجامعات التركية بعد منع قارب الثمانين عاما ، ولكن هل معنى هذا أن الجيش التركي قد تخلى عن العلمانية دينا له ؟ وهل حقا حزب العدالة والتنمية عثمانيون جدد ؟ وهل كان بعض الناس بعينهم موضوعيين عندما حاولوا ينظروا لعمر خالد أو العريان أردغانات العرب ؟ وهل يوجد تشابه بين الأخوان المسلمين في مصر وحزب العدالة والتنمية التركي ؟
الإجابة القطعية على هذه الأسئلة هي لا طبعا أولا الجيش التركي لم يعد حامي العلمانية في تركيا بل صار الشعب التركي هو حامي العلمانية وإن كان هذا لا يقلل من شأنهم كمسلمين ، وعبدااله جول ذو الخلفية الإسلامية لم يصل إلى قصر الرئاسة بعد لأي إلا بعد تسوية حتمية مع الجيش بشأن علمانية البلاد ، ثم إن جول وأردوغان انفسهم في كل صغيرة وكبيرة يؤكدون على علمانية حزبهم وعلى علمانية الدولة في عهدهم وأن الحزب غير ذي توجهات إسلامية او لتطبيق الشريعة .
الحقيقة أنه من يزعم بأن حزب العدالة والتنمية قد فاز في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة بسبب الخلفية الإسلامية لبعض قادته هوم شخص لا يستوعب الشأن التركي إطلاقا , لقد فاز الحزب بهذه الأغلبية الساحقة 47% في البرلمان ومن بعد ذلك جول كرئيس للبلاد و أردوغان كرئيس للوزارء ليس بسبب إسلاميتهم او علمانيتهم بل بسبب الأداء الحكومي الرائع لوزارة أردوغان على مدار أربع سنوات فمتوسط دخل الفرد تضاعف عدة مرات في تلك الفترة (من 1600 دولار سنويا إلا 14000دولار) .ناهيك عن إصلاح العملة التركية المليونية وأن تركيا قد صارت البلد الثامنة في عدد السياح بعد ان كانت تحتل مرتبة بعد العشرين (مثلنا الآن)
ما انجح حزب العدالة والتنمية هو انه قدم للأتراك نموذجا عمليا للحلم التركي بالتقدم والأزدهار والعودة للأمجاد بعد أن كانت تركيا أكبر مراكز غسيل الأموال و الدعارة في أوروبا وثاني أكبر بيروقراطية في الشرق الأوسط (4.5 مليون موظف) (أما نحن 6-8 مليون موظف ) (في دي بالذات محدش قدنا J ) فقضت هذه الحكومة المنتخبة على الفساد الناتج عن هذه البيروقراطية وقامت بنقلة نوعية في تاريخ تركيا الحديث....
وغدا البقية إن لم تدركنا المنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق