لهذا و لغيره كنت دائما أريد أن أكمل هذه القصيدة ، ثم حدث و أن قطع مرور الأيام تتوالى و أنا بين ذاكر لها و ناس خبر بأن الصحافة الدانماركية أعادت نشر الصور مرة أخرى ، ألوم نفسي اذ أن غضبتي حينها لم تكن كما ينبغي لغضبة المسلم أن تكون لرسوله، بالطبع أغتظت و غضبت و لكن الأحداث تقاذفتني بين ايديها تختبرني ، و قد كنت أنسى
كدت أنسى لولا أن من الله علي فكانت مسيرة في كليتنا تندد بهذا ، على هامش المسيرة التي -و للأسف- لم تتجاوز حاجز العشرين على أقصى تقدير و كأن الناس أضحوا بلا نخوة ولا غضبة أو كأنهم أمنوا بحرمانية التجمهر مهما كانت أسبابه - كان النقاش بين بعض الأصحاب ، سمحت لنفسي أن أتدخل فيه و اشارك .. لن أنقل الانتقادات ولا ما شابهها لأن موقفا كهذا أولى بنا أن نقف صفا واحدا ، لا أن نتقاتل ، فشرف الغضبة لرسول الله ليس حكرا لأحد و ليس مقصورا على فئة بعينها أو مجموعة من البشر لظنهم أنهم هم الأولى برسول الله ، و لكني سأنقل لكم بعض ما ظننته صائبا و بعض ما رأيت أنني ان كتبت هذه المرة فقد أشعر بصدق قلبي في حب الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و أنني لست كبعض الذين أخذوا يرفعون اصواتهم كأبواق جوفاء لا تعي ما تقول .. كتبت هذه المرة حتى عندما ألقاه باذن الله ، أشعر أنني أستحق هذا الشرف ، اذ كيف لي أن ألقاه و أنا بداخلي أشعر أنني خذلته
لا سفراء لي ولا لكم حتى أتخذ ردا دبلوماسيا ، فليس أمر السفراء بيدي اليوم ، ولم يكن بيدي الأمس أيضا عندما انتظرنا ردا حكوميا اسلاميا و عربيا قويا ، فما كان لأملنا من حظ الا كما كان لامال سبقته انتهت على مذبح الشجب و الادانة
و لكن لي مع هذا أمل ، أن نكون أكثر حكمة في معالجة هذا الأمر و أن نتبع ما أمرنا به رسول الله فلا نغضب ، فلتأخذك الغضبة لا الغضب ، الغضبة لرسول الله التي تدفعك لكي تنصره بكل ما تملك ، لا الغضب الذي قد يعمي أعين البعض فينطلق دون وعي حينا يطلق السباب و حينا يحطم ما حوله، ناصرا لا رسول الله بل هؤلاء الذين كما أعماهم حقدهم فسبوا رسول الله سبوا من قبل المسلمين جاعلين منهم ثلة من الهمجيين
اغضب و أكتب ان كنت تكتب ، اغضب و ارسم ان كنت ترسم ، اغضب و عبر ، نعم ، انت اقوى من الف دبلوماسي ، لأن كثيرا منا له أصدقاء من مختلف أنحاء العالم ، حدثهم عن رسول الله ، اقرأ بعضا من سيرته و احك لهم عنه ، اجب أسئلتهم ، أمح بكلمة صادقة و أسلوب حميم هاديء ما عمد العدا أن يرسخوه في اذهانهم من أكاذيب ، و لكن لكل مقام مقال ، و خاطب القوم على قدر عقولهم ، لا تخاطبهم من منطلق أنهم هكذا مذنبون و أنهم سيحرقون في جهنم ، لأنهم بمنتهى البساطة يؤمنون بدين هم عليه و مقتنعين تمام الاقتناع أنهم ان أحسنوا الى الفردوس و أنك أنت الذي على ضلال ، نعم انهم مخطئين ، لكننا لسنا بمقام مناقشة هذا ، خاطبهم من منطلق يفهمونه و كل العالم فيه سواء .. اسألهم انهم ان كانوا لا يعرفون شخصا معرفة جيدة ، أتسمح قواعد الأخلاق العامة بأن يسيئوا اليه؟؟ ان اي شخص عاقل سيجيب بلا فاسأله مرة أخرى و اطلب اليه أن يقرأ عن محمد صلى الله عليه و سلم قبل أن يسيء اليه .. ان هذا أكثر اقناعا برأيي من أن تبدأ موضوعك بلائحة من السباب و الشتائم .. لأن من تسبه ليس حتما متورط بهذا ، و لأنك بهذا ستعطي اسوأ صورة عن الاسلام .. و المسلمين .. و محمد صلى الله عليه و سلم هذا ان لم يبدأ هو برد فعل طبيعي ، فيسبك و يمتد السباب الى حيث لا نريد و حيث لا نتمنى
هذا ما لك أن تفعل و أقل ما يجب عليك فعله ، و لتعلم أن الذين عمدوا هذه الاساءة ليسوا على الاطلاق الجميع ، فلنكن نحن من يكيل بمكيال واحد و لنقل اننا ان كنا نرفض أن يقال على المسلمين ارهابيين بمعناها الذي يعنيه المتكالبون على الاسلام فيجب علينا من نفس المنطلق ألا نعمم الحكم على الدانمارك كلها .. فبها مسلمون و بها أناس قرءوا من مصادر أنصفت نبينا الحبيب ، و منهم من لا يسمع عن الاسلام الا ما يصل اليه .. وواجبنا أن نجعل ما يصل اليه هو الصدق لا الافتراء و الكذب و هذا دورنا
فلتغضب و لتتظاهر و لتتجمهر لتصل اليهم صورتنا و غضبتنا لرسولنا الحبيب و لكن لنحرص على أن تصل صورتنا اليهم منظمين عقلانيين متحضرين كما أوصانا ديننا و نبينا ، حينئذ قد يتساءل البعض عن محمد الذي تجمهر لأجله كل هؤلاء .. فيسأل عنه .. و لعلنا نكون من يجيب فيجيب صدقا .. لعلهم يعرفون .. و ما اسهل أن ينقل المسيئون صورتنا نحطم و نسب و نقذف الحجارة .. و يكتبون تحتها " يتظاهرون دفاعا عن محمد " .. أترضاها لنبيك
ما اعتقده أيها الصحب ، أن هناك محاوله أرجو الا تتحقق ، محاولة من هؤلاء المسيئون أن يحولوا الاساءة الى ديننا و نبينا و كتابنا الى الف العادة .. نعم الف العادة ، أتذكر جيدا كيف انقلب العالم و كيف استشطنا غضبا عندما نشرت أول صورة لطفل فلسطيني تلقى طعنه غادرة من المحتل الاسرائيلي ، و اليوم بعد أن أصبحت فلسطين و ما يحدث فيها من قتل و ظلم و وحشية عادة مألوفة .. أراني ككثير سواي ان استمعت في موجز الأنباء لا أعبث بمقتل تسعة أو عشرة اطفال فلسطينيين و أن الخبر الذي قد يهزني هو خبر هزيمة الفريق الكروي الذي تأخذني "الغضبة له" من فريق منافس .. أرجو أن لا يكون تكرارهم للاساءة لنبينا مخطط لتحويل هذا الى المألوف و المعتاد عندنا .. يساعدهم على هذا ضعفنا في الرد على الاساءة و تخبطنا الذي ينتهي دوما بالعجز عن الدفاع بطريقة صحيحة
أعجبني ما قاله الشيخ الجليل يوسف القرضاوي ،و الذي عرفته من صديق أثناء الحوار ، اذ قال أن من أهم السبل لرد هذا .. أن تتفوق .. لأن هذا العالم الذي نحاول التأثير فيه لا يستمع الا الى المتفوق في مجاله ، تفوق حتى لا تجعل على القمة بعض الحمقى الذين لا يعرفون كيف يتصدون لخطر مثل هذا ، و ان عرفوا لا يفعلون .. تفوق و كن قدوة لهم .. و ارهم حينها كيف هو المسلم .. و كيف هي تعاليم الاسلام .. و كيف هي تربية الحبيب محمد
لكم ارجو من كل الذين هم في موضع احتكاك مع الغرب .. سواء المغتربين هناك على أرضهم .. أو من لهم أصدقاء و كثير بيننا كذلك .. أن يكونوا على قدر المسئولية .. فكل منا سفير .. بل ربما كان تأثيره أكبر من سفراء الحكومات .. لأن سفير الحكومة هو سفير لدى حكومة .. أما العاملين و المهاجرين فهم سفراء لدى الشعب .. و لا أعتقد أن حكومة ستسيء الى شخص و شعبها يوقره و يحترمه .. كونوا قدر المسئولية و تعاملوا بأخلاق الأسلام .. و لا تبيعوا الاسلام بثمن بخس .. نزوة عابرة ، أو مال زائل ، أو ايا كان .. فأي ثمن هو بخس عندها
لكم كان سهلا أن كتبت هذا .. و لكم كان صعبا قبل ان أكتبه ، اذ كم كان من وسوسة للشيطان في عقلي قبل أن أكتب في نصرة رسول الله محمد كانت تصرفني عن هذا ، لكني و قد كتبت أشعر بالفخر أنني كنت ممن كتب لنصرة رسول الله
بقلم / الفخور بنصرته لرسول الله
أحمد محمد حبيبة
هناك تعليقان (2):
نحن من اسأنا للرسول في المرة الأولي عندما تعاملنا بغوغائية، و أظن أنه لولا ما فعله عمرو خالد و سويدان و الجفري، لمر الحدث بآثار أسوأ من مجرد رسوم مهينة و مسيئة
أعجبني ما كتبه إبراهيم عيسي الأربعاء الماضي، من أننا هاجمنا الدنمارك كلها بسبب صحيفة لا يزيد توزيعها عن بضعة آلاف .. جريدة محدودةالانتشار، و حملنا الدنماركيون كلهم المسألة
أعتقد أن الرد هذه المرة جب أن كون موجهًا، و ليس عشوائًيا غوغائيًا
لعلنا نستطيع أن نغير شيئًا
ينصر دينك يا حبيبة.... ما تقوله صحيح تماما ولعلّى كنت أحد الواقفين فى الحوار يومها.....كنت قرأت فى صحيفة الأهرام لكاتب عمود- لا اتذكر اسمه الان- بعد نشر الرسوم للمرة الأولى أن عدد الذين يذهبون الى الكنيسة من الشعب الدنماركى لأداء الفروض الدينية هم 2 فى المائة!!!!! نعم أنت لم تخطىء قراءة الرقم ..... وبناء على هذا فهم شعب صلته واهية بدينه الرئيسى..... فما بالك بدين يشاع عنه أنه دين تعصب وغوغائية وارهاب- وحاشا لله أن يكون هكذا- وتهانىّ لهذا المقال الرائع بالفصحى يا حاج حبيبة
إرسال تعليق