10.2.08

جهاز ضغط و سماعة - الحلقة الرابعة

اليوم أخرج بجهاز ضغط و سماعة قليلاً عن نطاق الكلية .. أخرج لأروي واقعة أدركت معها أن مستوي الطب يحتاج لغرفة عناية مركزة من العيار الثقيل كي يعود لـ 10% من سابق عهده ..
أحد معارفنا دخل المستشفي عان من ذبحة صدرية .. النوبة كانت قوية، و تضررت عضلة القلب بشكل كبير، لكنني متأكد أن ما فعلوه فيه كان سيودي بما تبقي من قلبه ..
أولاً احتجزته المستشفي حتي يدفع ثلاثة آلاف جنيه كتأمين .. الراجل بييموت يا ولاد الـ .. و بعدن حيهرب و لا أهله حيلقحوه ف الشارع و يتبروا منه لما يعمل العملية .. بالطبع أصبحت زوجته كالفرخ المبلول فهي في النهاية لا تملك هذا المبلغ في الحال .. داخت و داخ أبناها السبع دوخات حتي يوفروا المبلغ .. خد بالك، الراجل كلده مرمي في الاستقبال مش عاوزن يدخلوه ..
ثانيًا تمت العملية بنجاح، لكنني متأكد أن انتكاسة ما حدثت للرجل عندما سمع الرقم .. 18000 جنيه .. مانية عشر ألف جنيه من عملية قسطرة لا تتكلف سوي 5000 جنيه .. تخيل معي الفرق الرهيب و النهب البشع ..
اعرف بالطبع أن الحكاية مكررة، وأن الرجل أوفر حظًا من آخرين، لأنه خرج سليمًا علي قدميه، لكنني بحق أتساءل .. كف يجوز لمثل هلاء الأطباء أن يتبجحوا و يقولوا إن مهنتهم هي تخفيف المعاناة عن الناس .. لما ده تخفيف المعاناة، أمال زادتها تبقي إيه ؟!
الحكاية مكررة، و لو فتحت الباب لحكي المهسون وحدهم عشرات الحكايات، لكنها المرة الأولي حقًا التي أشعر فيها أن مستقبلنا علي كف عفريت .. نحن ببساطة سنعمل يومًا ما في هذا المجال و مع مثل هذه الأصناف من الأطباء .. المشكلة ليست في أنني أخشي الاحتكاك بهم لأنهم بحق أباطرة، لكن المشكلة هي أنن لن أستطيع فعلاً العمل بعيدًا عنهم، و ربما لن أستطيع العمل إلا معهم، فهم ببساطة اعتبروا أنفسهم وكلاء الطب في المصر الوحيدون، و احتكروا العلاج الطبي، احتكار هو أسوأ من احتكار أحمد عز للحديد، و بات همهم الأكبر هو أن يحاربوا كل شاب حدي التخرج يحاول أن يبحث له عن مكان يعمل فيه، فلا يجد بعد طول معاناة سوي عيادة صغيرة لا تأتي بتكاليفها، أو وظيفة في التأمين الصحي، و ما أدراك ما عيشة التأمين الصحي ..
أحد الأطباء الذين أعرفهم حك لوالدي ذات مرة أنه تقدم لنيل درجة الدكتوراه في جراحة القلب، فإذا بالدكتور المشرف علي الرسالة سأله بقرف: " أنت عاوز تعمل دكتوراه ليه ؟" !! .. م يفاجأ أنه غير مصرح له بدخول حجرة العميات في المستشفي الميري، رغم أنه رسالته في جراحة القلب .. طب قول لي أنت حيعملها إزاي د يعني .. حيعوم ع العان بره الأودة، و لا يقضيها جراحة قلب فراخ و سحالي ولا إه بالظبط ..
نهايته .. لأن الجرعة كانت غم شوية .. أسبكم مع الكاريكتير ده
يا نهار أسود .. دا إحنا كنا ماسكين الأطلس بالمشقلب !





هناك تعليقان (2):

SKOBL- Little Lazy Me يقول...

جميل جميل .. رائع .. اسئله ولا بلاش .. أسأله ولا بلاش .. بقوبك ايه يا عبد .. هما يه بيقولوا يا نهار أسود في النكتة اللي تحت دي
امضاء/دكتور مستقبلا

غير معرف يقول...

أصل الراجل بالطريقة حيمشي بيعرج
عيبة فحق الدكتور برضك

Related Posts with Thumbnails
 
Share
ShareSidebar